انطلقت اليوم السبت 14 أكتوبر 2017 فعاليات الدورة الأولى من صالون السياحة البديلة بالشمال التي احتضنها مركز المعارض بالكاف وذلك على امتداد ثلاث أيّام متتالية.
انتظمت هذه الدورة ببادرة من شركة الشمال للاستثمار وبالتعاون مع المركز الدولي التونسي لتكنولوجيا البيئة والديوان الوطني للمناجم والديوان الوطني للصناعات التقليدية والمنظمة العالمية لحماية الطبيعة والمحيط والمنظمة الدولية للمساعدة والتنمية والمنظمة الإيطالية للتعاون التنموي للبلدان النامية واللجنة الأوروبية للتكوين الفلاحي.
وفي هذا الإطار، أكّد الشاذلي بوعلاّق والي الكاف أنّ الشمال الغربي وخاصة جهة الكاف تتميّز بتنوع المنتج السياحى بعيدا عن السياحة الشاطئية أو التقليدية، حيث تمتلك منتجات أخرى منها السياحة البيئية والفلاحية والثقافية والأثرية. لا تقتصر السياحة على المناطق الساحلية وإنما أيضا في مناطقها الداخلية، ولا سيّما بالشمال الغربي وما يتضمّنه من قرى صغيرة ثرية بمنتوجات سياحية هامة على غرار الصناعات التقليدية وطرق طبخ بعض المأكولات إضافة لما تزخر به من مخزون حضاري وتاريخي بما من شأنه أن يساهم في التعريف بهذه المنطقة على أوسع نطاق وخلق مواطن شغل جديدة.
وأضاف بوعلاّق أنّ هناك تشجيع لكلّ المبادرات في مجال السياحة البديلة التي ترتكز على الجوانب الطبيعية والتاريخية والثقافية والايكولوجية مشيرا الى أنّ هذا المجال هو أهم نقطة في استراتيجية التنمية في جهة الكاف بل هو ركيزة من ركائز هذه التنمية من خلال عدّة برامج تخلق ديناميكية في الجهة.
وقال أنّ السياحة البديلة لا تعوّض السياحة الشاطئية بل هي مكمّل لها إذ أنّ السياحة الشاطئية موسميّة ولا تفوق مدتّها الثلاث أشهر بينما السياحة البديلة تكون على امتداد السنة.
ومن جانبه، أفاد محي الدين الجزيري منظّم الدورة الأولى لصالون السياحة البديلة بالكاف أنّ هناك بادرة نجاح من خلال هذا اليوم الأوّل الذي تضمّن عرضا لعدّة منتجات فلاحية وبيولوجية مؤكّدا أنّ الهدف من هذا الصالون هو تسليط الضوء على أهمية قطاع السياحة البديلة في جهة الشمال ومدى أهميّة تضافر الجهود للبحث عن استثمارات حقيقية بالمنطقة تساهم في تحريك عجلة الاقتصاد وخلق مواطن شغل لأنه قطاع ذات قدرة تشغيلية كبيرة نظرا لتوجّه العالم نحو الاقتصاد الأخضر وخاصة أنّ غابة الكاف تبلغ مساحتها 100 ألف هكتار ممّا يساعد على إنجاحى مسار التنمية بالجهة.
وقال الجزيري أنّ هذا الصالون هو للتعريف بأنشطة الجمعيات الناشطة في مجالات الاستثمار الخاص في المجال السياحي وكذلك بالمنظمات الصديقة للبيئة متمنّيا استمرار هذه البادرة.
ومن جهة أخرى، صرّحت ريم الحرباوي مساعدة في تنظيم هذه الدورة أنّ هذا الصالون هو أوّل بادرة في تاريخ تونس يتضمّن كلّ المنتجات البيئية والايكولوجية الى جانب تميّز جهة الشمال الغربي وخاصة الكاف بمساحتها الجغرافية التي تتمثّل في الجبال والبحيرات والسهول والتراث الجيولوجي وهي من دعائم السياحة البديلة.
وقالت أنّ هذا الصالون هو فرصة للتعريف بالمخزون التراثي والبيولوجي للجهة وأنّ السياحة البيولوجية هي أساس السياحة البديلة نظرا لما رسخ في الأذهان من السياحة الشاطئية التي فرضت فرضا مضيفة أن السياحة البديلة أصبحت في يومنا الحاضر من أفضل المنتجات السياحية التي يفتخر بها جهة الكاف مما سمح لها أن تتحول تدريجيا إلى وجهة استقطاب سياحي وليس فقط محطة عبور ورغم صعوبة الأوضاع الاقتصادية إلاّ هذه السياحة التنموية تستطيع أن تحقق رقم معاملات جيد وفي ظرف قياسي ولا يقتصر ذلك على جهة الكاف فقط بل على جلّ المناطق الداخلية بالشمال الغربي لأنها تعدّ أرض “عذراء” للمستثمرين وباعثي المشاريع على حدّ قولها.
وفي الحديث مع العارضين، أكّد سمير البحري نائب رئيس منظمة “كونكت” بجهة باجة أنّ هناك عدد من باعثي المشاريع عن طريق برنامج “ثنيتي” للمنظمة وقد شاركوا في هذا الصالون لعرض منتجاتهم المختلفة وخاصة البيولوجية.
وأضاف البحري أنّ هذا الصالون هو فرصة للتعريف بهؤلاء الباعثين ومنتجاتهم مشيرا أنّ المنظمة تساندهم خاصة في البحث عن شركاء مباشرين للتسويق لمنتوجاتهم وخلق استثمار تعاوني بهدف زيادة مداخيلهم وبالتالي المساهمة في تطوير جهتهم.
ومن جانبها، أكّدت العارضة سعاد السليطي بجهة الكريب التابعة لولاية سليانة أنّ منتجاتها ترتكز على الصناعات التقليدية من خلال استعمال مادة الصوف واعتمدت الابتكار في هذا المجال لإمكانية المنافسة وتتمثّل منتوجاتها في صناعة الوسائد وغرف الجلوس الى جانب المنتجات الغذائية من كسكسي والبسيسة.
وأضافت السليطي أنه وقع تكوينها مع عدد من الباعثات للمشاريع بديوان تنمية الغابات والمراعي بالشمال الغربي بجهة الكريب منذ 2002 ممّا سهّل تواجدهم بالصالون وعرض منتجاتهم.
ومن جانب آخر، قالت العارضة خولة المومني وصاحبة مؤسسة “اينو بيو” بنفزة وتتضمّن مجموعة من المنتجات البيولوجية من مادة الزيت الأساسي للشمال الغربي والزيت النباتي مثل “زيت القاضوم” و”زيت الحريقة” والعمل على تطويع النباتات الغابية مثل “ماء الورد” و”ماء الريحان” و”ماء الخزامة” الى جانب صنع العسل وكذلك صنع مادة الصابون منخلال “زيت القاضوم.
وختمت المومني قولها أنّ الدعوة لهذا الصالون جاءت من قبل ديوان تنمية الغابات والمراعي بالشمال الغربي الذي قام بعملية التأطير والتمويل.
كما أنّ السياحة البديلة وصفها العارضين بـ«الرغبة في الاقتراب من الطبيعة والولع بالاختلاط بالسكّان المحليين ومعايشة عاداتهم وتقاليدهم عن كثب» وهي تعمل بالأساس على الكشف عن «الإمكانيات الغابية والفلاحية» في الجهة وهي كثيرة.
ومتعددة بتعدد المناخ والمعطيات الطبيعية والجغرافية المميزة بها وقالوا أنه لا يفترض بالسائح القادم إلى الشمال الغربي الاكتفاء بالمناطق السياحية التقليدية بل يجب أن يتمكن من التحوّل إلى المناطق الداخلية وخاصة جهات الشمال الغربي الفقيرة ويساهم في خلق حركية بها.
وتتصل هذه النوعية الجديدة من السياحة عادة بحضور ممارسة الأنشطة الحرفية مثل صناعة الفخّار التقليدي والجلود وغيرها إلى جانب تقديم منتجات غذائية بيولوجية خاصة بكل جهة من جهات الشمال الغربي (معجون الكريمة والحليب الطازج والتمور والزيوت والأجبان والعسل وغيرها من منتجات مميزة لكثير من تلك الجهات).
وللتذكير فقد شهد هذا الصالون فرصة لتذوّق الزائرين للمنتجات والأطعمة الطبيعية من خبز بأنواعه والهريسة الحارة والحلوة والزيت النباتي والبيولوجي واللبن…
هاجر عزّوني