فضلات و اوساخ تتدفق الى البحر نتيجة ظاهرة التلوث الصناعي التي تعاني منها الجهة منذ زمن .
و اليوم نجد متساكني هذه المنطقة يهددون بالتصعيد نتيجة تفاقم هذه الظاهرة و خاصة امام الشاطئ ‘الشط السالم’ نلاحظ اندثار الواحات التي كانت تميز الجهة نتيجة وجود المجمع التونسي الكيميائي.
و صرح مجموعة من المسؤولين بان قرابة 1400 طن من الفسفاط يرمى بها في البحر .. مما يهدد المحيط و قد يتسبب بالتلوث البيئي .
هذا الى جانب المصانع التي تفرز يوميا هواء ثاني اكسيد الكربون و الذي يؤدي الى التلوث الهوائي و هذا ما ينتج عنه تدهور صحة الانسان خاصة .
” في الماضي كانت مدينتنا نظيفة ” هذا ما صرح به السيد ‘منصف بن عياد ‘ , و هو نجار عن عمر 52 سنة , يقطن بالزلة , حي المتاخمة .
و لكن منذ وجود و تنصيب الشركات اصبحت للأسف ‘قابس’ ضحية .
و هذا ما انعكس سلبيا , و تسبب في ظهور امراض متعددة :
– التعب المزمن , مشاكل في الجهاز التنفسي و ايضا تلوث المياه و التربة و باطن الارض الذي ادى الى تدني التنوع البيولوجي .
وصرح البعض ان التلوث سبب في تفاقم مرض السرطان في المنطقة و هو ما نفته السلطات .
و صرح والي قابس منجي ثامر لوكالة “فرانس برس” :
انه وفقا لنتائج الدراسات التي قامت بها وزارة الصحة , فانه ليس هناك تأثير بين التلوث و الامراض مثل السرطان و الربو .
صباح مومن , 47 سنة , صاحبة مطعم شعبي , صرحت بان التلوث هو الذي تسبب بالربو لأخيها اضافة الى انه تسبب له منذ ثلاثة اشهر بمرض السرطان .و اضافت ختاما : ” في قابس لا نأمل في العيش بآكل صحي و محيط نظيف ” .
نقل المجمع
لفترة طويلة ظلت هذه المسالة من المستحيلات و خاصة في ظل ديكتاتورية ‘ زين العابدين بن علي “
. و كان من المستحيل ان نذكر الجرائم البيئية لهذا المجمع ” … هذا ما صرح به ‘خير الدين باشا ‘ , 32 عام( حملة المواطنة لا للتلوث ) .
و لكن بعد الثورة , نظمت عدة احتجاجات في قابس تطالب بوقف التصريفات و نقل المجمع , و قد نصبت الخيام امام واحد من مداخل المجمع بمنطقة قريبة من موقع الصناعي ‘ ببوشامة ‘ .
و قال السيد خالد حسنات : ” 24 سنة و الذي كان في حالة اعتصام امام المبنى ان الوضع كارثي , و الذي يجرى في مدينة قابس من تلوث يعتبر جريمة “.
تقول السلطات المسؤولة انها بعلم بهذه القضية . و في اخر شهر جوان اعلن السيد ‘ يوسف الشاهد ‘ رئيس الحكومة انه سيقع التخلص التدريجي من وحدات المجمع و تعويضها بمنطقة صناعية جديدة تتماشى مع المواصفات الدولية .
و صرح والي قابس بأنه لم يكن من السهل اقناع مسؤولي هذا المجمع و كذلك وزارة الطاقة بهذه المبادرة لان تكاليفها ستكون مرتفعة .
اما في ما يخص المشروع ذاته , فيتراوح قيمته بين 3,6 و 4 مليار دينار ( 1,2 الى 1,4 اورو) و سيحدد موقعه خلال اخر ديسمبر. فان كانت الاجال مضبوطة , لابد من مرور اكثر من ثماني سنوات لإزالة الوحدات المذكورة و بناء الموقع الجديد .
و اكد والي قابس ان هذا المشروع سيحرر خليج قابس و شواطئه و خاصة شط السلام و هكذا يمكن لنا ان نتمتع “بمنطقة سياحية ” حقيقية .
اما المواطنون فيبدو انهم يشككون في الامر , هكذا صرح السيد خير الدين عضو منظمة “لا للتلوث الذي قال :” هناك عدة قرارات اتخذت و وعود قد قدمت لمن كلها كانت بلا جدوى لحد الان .