في الظاهر تحاول كل من حركة النهضة و الحزب الدستوري الحر إيهامنا بأنهما يقاطعان الإستفتاء، و بذلك سيمتنع الطرفان عن التصويت سواء بنعم أو بلا.. و بهذه الطريقة يمكن لأنصار الرئيس قيس سعيد و إن كانوا قلة أن يحققوا النصر.
و لكن الأمور ليست بظواهرها فما خفي كان أعظم…
يبدو أن هناك العديد من الأشياء التي تطبخ على نار هادئة بعيدا عن عيون المترصدين.. ففي الخفاء نجد كلا من النهضة و الدستوري الحر يأمران سرا أنصارهما، بل الآلاف من الأنصار بأن يصوتوا بلا، و ذلك من أجل وضع رئيس الجمهورية في موقف محرج للغاية.
هكذا يقتنع الشعب التونسي بأنه هو نفسه رافض للإستفتاء و بأن النهضة و الدستوري الحر لم يصوتا و لم يدعوا أنصارهما للتصويت، و بهذه الطريقة الذكية جدا تتم الإطاحة بقيس سعيد، بالإضافة إلى النجاح في جعل الشعب التونسي يشكك في رئيسه المنتخب.
كان لهذا الأمر سابقة، إذ ساهمت حركة النهضة بعمق في فوز قيس سعيد بالإنتخابات الرئاسية، عن طريق دفع أنصارها للتصويت له في الإنتخابات، و ذلك ليس حبا أو نصرة لسعيد، و إنما فقط للإطاحة بنبيل القروي.