يروي ان فاعل الخير و الانسان صاحب القلب الطاهر النقي يكافئه القدر و نكلل خطواته في اغلب الاوقات بالنجاح و ينظهر ان القدر عاكس الفنان محمد فوزي رغم اجتهاده في المطلقة…
يروي ان المغنية نجاة الصغيرة افتتنت باغنية ايظن عند سماعها من عبد الوهاب في طور الاعداد فطلبت من عبد الوهاب لاحظ انها مرتبطة بعقد احتكار مع شركة طبع الاسطوانات مصرفون لمدة خمس سنوات ولا يمكنه الاحتفاظ بها الى ذلك التاريخ و لكنها تجلدت و طلبت من صاحب شركة مصرفون الذي هو الفنان محمد فوزي ان يسمح لها بغناء ايظن من تاليف نزار قباني و يروي ان محمد فوزي صحك و اخذ ورقة كتب عليها ان الشركة تتنازل عن حقها في احتكار صوت نجاة الصغير و المدهش ان العملية تمت بمتهى البساطة اي انها لم تتمسكن و تترجى و ربما تذرف الدمع لان محمد فوزي صاحب عواطف رقيقة و فنان حقيقي يشعر بما يختلج في اعماق الفنان المخلص.
و هناك قصة اخرى عندما جاء ملحن صغير الى محمد فوزي و قدم له نص اغنية حب ايه
من تاليف شاعر مغمور اسمه عبد الوهاب محمد ليعطيها الى اي مغنية تعمل مع شركة مصرفون و بعد ان قرا نص الاغنية اهتز من مكانه و قال ان هذه الاغنية ليست مغنية انها لام كلثوم و ظن الملحن الصغير بليغ حمدي ان محمد فوزي يتهكم عليه فاجاب انه ملحن صاعد لا يفكر في المستحيل و طمانه محمد فوزي من أنه سيقدم النص الى ام كلثوم بنفسه ثم يعلمه بقرارها وطبعا اعجبها النص و اصطحب محمد فوزي الملحن بليغ حمدي و الشاعر االى بيت ام كلثوم و طلبت تغيير كلمتين و نتجت عن هذه العملية ولادة عشر اغنيات لاقت النجاح الواسع و هي على التوالي.. حب ايه, انساك يا سلام , انا فدائيون , سيرة الحب , بعيد عنك , انا و انت ظلمنا الحب , كل ليلة و كل يوم , فات الميعاد , الف ليلة و ليلة , الحب كله و اخر ما غنت ام كلثوم من تلحين بليغ حمدي كانت اغنية حكم علينا الهوى سجلته على اسطوانة و لم تغنيه في حفل.
مع الملاحظة انها غنت من تاليف الشاعر مامون الشناوي ثلاث اغنيات و هي انساك يا سلام و بعيد عنك و كل ليلة وكل يوم وكانت رفضت له في بداية نشاطه الفني نص اغنية الربيع التي تلقفها الفنان فريد الاطرش و تحولت الى الخلود .
هناك صدف في الحياة تغير مجرى تاريخ الانسان و على البشر ان يتسلح بالجراة و بالارادة و بالاجتهاد نحو الافضل و العلالي ..
اما كيف تلاعب القدر رغم اجتهاده و طيبة قلبه فان مصنع الاسطوانات الذي اقامه تم تاسيسه في بداية الستينات و سرعان ما اندثر و اصيب بمرض نادر احتار الاطباء في علاجه و مات في اكتوبر 1966 في سن مبكرة.