في الأسابيع الأخيرة كتبت مقالا عن وزارة الثقافة استنتجت تفاصيله من النشاط العام للوزارة و خاصة موقف الوزير السّلبي من كل الأحداث الثقافية إذ أصبح دوره يقتصر على الحضور و توزيع ابتسامة باهتة و بعض عبارات التشجيع مع توزيع المال على من يطلبه من فرق و جمعيات تدّعي العمل الثقافي الشيء الذي يفيد الثقافة في المستقبل و لاحظت أنه لمصلحة الوزراء و كذلك الدورة نشر قائمة كل الذين يتحصلون على المال من الوزارة وهذا مطلب شرعي لا يمكن التهرّب منه لأن عدّة جهات تتهم الوزارة بالتقصير في دعم كل المطالب التي تقدم إليها فلو وضعوا ميزانية مثل ميزانية وزارة الدفاع الأمريكية على ذمّة وزارة الثقافة ببلدنا لطلبوا المزيد وسط احتجاجات وصخب…
ولتأكيد ما كتبته من خلال تصرفات الوزير ذكر لي أحد المعارف و يترأس هيئة للمتقاعدين أنهم خلال زيارتهم لوزير الثقافة تقدم منهم عون الاستقبال و سألهم بكل عفوية (هل جئتم لطلب الدعم ؟ )
ومثل هذا التصرف يؤكد أن دور وزير الثقافة يتلخص في توزيع الإعانات المالية على كل من يطلبها و من يكون له سند… و في المقابل و رغم أن كل المنتمين إلى عالم الثقافة يتمعشون من الوزارة أي من مال الشعب إلا أن النشاط الحقيقي الذي قد يحقق المستقبل غير موجود فكثرة المهرجانات تنظم بدون قانون أساسي و هي مجرد عروض قد تقع بدون أن تكون لها هيئة يتفق عليها الكثير و يتحصل على المبالغ الهامة المتمعشون من تلك المهرجانات و هذه ظاهرة انطلقت منذ جانفي 2011 أي أن الوزير مجرد مشرف على سير أعمال الوزارة و هو غير مطالب بتركيز فرق و لا هيئات و لا منظمات جادّة تعمل للمستقبل المهتم بالفلسفة الجديدة الواجهة أي أنشطة مكثفة تحجب القيمة المطلوبة و هذا يتنافى مع حكومة الاستقلال حين عكف المسئولون على ترسيخ العمل الثقافي و ظهرت القوانين و انطلق العمل الثقافي في الصحيح على أسس متينة و برجال أكفاء أصحاب مقدرة و عزّة نفس لهم طموحات و مع الأسف الآن طغت الرداءة و الدعاية المظلمة و شعار المتمعشين “أحييني اليوم…”
و هكذا أصبح العمل مجرد قشور سطحية … عابرة لن تترك أثرا مثل الأرض البور أو الشجرة التي لا تلد ثمارا …
محمد الكامل