يكتبها محمد الكامل
لو كان الماء الذي توفره شركة توزيع الماء صالحا للشراب الآدمي لما كنّا نظرنا إلى الماء المعدني ولا سألنا عن سعره ولا مستواه… لكن للضرورة أحكام فكل المؤشرات ونصائح الأطباء تدعو إلى تناول الماء المعدني واستهلاكه في كل الأوقات وأحيانا هناك دعوات في المدن إلى عدم تناول ماء الحنفيات واستعماله فقط في الغسيل… ويأتي الماء المعدني من جوف الأرض تستغله شركات في تصفيته وتعليبه وبيعه أي أن المادة الأولى الرئيسية هدية من الطبيعة لا تخضع لمستوى صرف الدينار كما هو الحال في بقية ضروريات الحياة عندما تلاحظ عن الغلاء يرجعون ذلك إلى تدني مستوى الدينار !
وتكرمت السماء على البلاد بأمطار غزيرة تحولت إلى فيضانات وامتلأت السدود وضحك وزير الفلاحة ومع ذلك يلاحظ الشعب أن المياه المعدنية دخلت في سباق محموم مع غلاء الأسعار…
فيا وزير الفلاحة ويا وزير التجارة ويا ما يسمى بهيئة الدفاع عن المستهلك…صح النوم! هل يعقل أن يتركوا المستكرشين يعبثون بالماء الذي ملأ سدود البلاد ويتاجرون به حسب نزوات منحطة؟ نلاحظ أن وزارة التجارة تهدي الزيت النباتي المستورد رأسا إلى المهربين ولكن لا للماء الذي تمنحه السماء للبشر فلا بأس من صحوة ونظرة إلى المسؤولية من كل جوانبها… ففي الماء لا توجد تعلة تعلقون عليها محدودية القيام بالواجب وهذا حرام.