الإعلام المسموع إعلام له طبيعته وله جاذبيته وعشاقه، فالإذاعة من وسائل الإعلام المنتشرة لما لها من شعبية، لأنها تخاطب جماهير عريضة من الناس، تتباين أعمارهم وأهوائهم، على اختلاف طبقاتهم ومكانتهم الاجتماعية، لذلك لابد من العمل على تطوير دور الإذاعات المجتمعي والتثقيفي والترفيهي بلغة وأداء راق ومسؤول.
في هذا الإطار نتطرق لموضوع البرامج الليلية من قبيل ” همس الليل ” و” فرغ قلبك “، التي تلقي اهتماما كبيرا من قبل المستمعين، لما تطرحه من مواضيع حساسة تمس المتلقي، وفي نفس الوقت ترتكز أساسا على مشاركة المستمعين في إنتاجها لتلعب بذلك دور فعال في استقطاب المتلقين ويعد هذا فرصة كبيرة لتحقيق نسبة استماع خيالية ليرتفع عداد البرنامج ويكون مربحا مائة بالمائة.
إذاعة ” موزاييك ” كغيرها من الإذاعات الخاصة، يحض مستمعوها بأهمية كبرى، ونلاحظ ذلك خاصة في تنوع برامجها واختلاف توجهاتها واهتمامها خاصة بمواضيع لها اتصال مباشر بالشباب ومشاغلة واهتماماته وميولاته وأهوائه، ومن أهم البرامج الليلية على موجات إذاعة “موزاييك ” نجد برنامج ” سرك في بير ” بتنشيط علاء الشبابي، والمستمع على وجه الخصوص، فضيف الحصة هو بالأساس أحد المستمعين ممن يتصل ليشارك الآخرين أسراره، وبطبيعة الحال ” سره في بير ” حسب المنشط.
إن هذه الاستراتيجية في بث برامج لا تعتمد على السرية ولا على الخصوصية وعلى أبسط المبادئ الأخلاقية لما تروج له من مواضيع ذات صلة بانحطاط أخلاقي واستهتار واستنزاف للمشاعر واستغلال للظرف الذي يعيشه آنذاك المتضرر، ولو لا ” الهيستيريا ” التي يعيش مخاضها وآلامها، لما ساهم في مشاركتها مع باقي المستمعين ومع منشط يلعب دور ” الوان مانشو ” على مسرح برنامجه فتجده تارة منشط وتارة واعض وتارة أخرى قاضي يحاكم ويحكم.
في حين كان من المفروض أن تشمل هذه البرامج مختصين في علم النفس ومختصين في علم الاجتماع، للإحاطة بالمشترك ومساعدته على تخطي مشكلته التي في غالبها اجتماعية نفسية.
فهل من رقابة تحد من مثل هذه الانتهاكات البرمجية التي تسلطها بعض الإذاعات على مستمعيها واستقطابهم للمشاركة فيها، تحت ضغط الابتزاز النفسي والعاطفي؟.