افتتحت مساء يوم الاثنين 08 أوت 2016، في أجواء احتفاليّة جماهيريّة، الدّورة 23 لمهرجان الولي الصّالح سيدي علي بن عون بولاية سيدي بوزيد والدورة الأولى مغاربيا بحضور وزيرة الثّقافة والمحافظة على التّراث، السّيدة سنية مبارك وثلّة من نوّاب مجلس الشّعب.
مهرجان في هذه الدورة ينطلق من المخزون الجهوي والوطني ليثمنه ويتفتّح على محيطه المغاربي ومن سنة إلى أخرى تسعى إدارة المهرجان إلى وضع برنامج متنوّع، اختارت أن تنتقل به من مهرجان وطني إلى مهرجان المغرب العربي بمشاركة ثلاث دول وهي الجزائر، ليبيا ومصر وتعمل على جعله مهرجانا ذات مرجعية للفروسيّة على المستويين الوطني والمغاربي.
وخلال الافتتاح أكّدت السّيدة الوزيرة سنيا مبارك أنّ هذا المهرجان يدافع عن ثقافة الحياة ضدّ ثقافة الموت ويكرّس التّواصل بين مختلف أنحاء الجمهوريّة وبين تونس والبلدان المغاربيّة، ويعزّز في الآن ذاته قيم التّسامح ومشاعر التّمسّك بالهويّة الثّقافيّة.
مهرجان المغاربي في دورته الأولى من 8 أوت إلى 11 أوت كشف من خلال برمجته المتنوعة حرص منظميه على تقديم طبق متنوّع لأبناء الجهة الذين يعدّون بالآلاف لتستقبلهم بالبهجة زوّرها، الهضبة التّي يقع فيها ضريح الولي الصّالح وهي عبارة عن احتفال سنوي يدوم أربعة أيام متتالية، غصّت بالجماهير، لإقامة زردة جدّهم الأوّل الشّيخ علي بن عون، تتوجه العائلات وتقيم الخيام وتذبح خروفا وتقضي هناك أيامها بين طبخ الكسكسي بلحم الخروف وبين التبضّع وشراء ما تيسّر من الحلويات وحضور الألعاب وأقاموا البيع والشّراء واستقلبوا ضيوفهم بالتّرحاب وبطلقات البارود تؤذن بحلول العرس المنتظر وتحتفي المدينة بزائريها عبر عروض الفروسية والفنية حيث كانت لنا فرصة التقينا بالسّيد مفتاح لونيسي مدير المهرجان الذي أفادنا أن هذه الدورة مميزة استعاد المهرجان بريقه بعد توقّفه لأربع سنوات بفضل تحدي كل الهيئة المديرة الجديدة للصعوبات وقد قامت بتنظيمه بالتعاون مع مكوّنات المجتمع المدني والهياكل والمؤسسات الإدارية والجهوية والمحلية، و برؤية تعتمد شمولية العمل التنموي واستدامته لتحقيق حركية اجتماعية واقتصادية وثقافية وسياحية مبرزا في إحصائيات للفعاليات أن ساحة المهرجان تشهد تدفق أكثر من 150 ألف زائر تقريبا ، في حين يرتاد المهرجان يوميّا أكثر من 250 ألف شخص ويمسح الفضاء المعدّ لذلك حوالي 40 هكتار.
فالمهرجان يلعب دورا هامّا في تنشيط الحركة الثقافية وقد توزعت عروضه مابين الفروسيّة والفنّ الشعبيّ على غرار فرقة أصحاب الوعد بغمراسن وسلامية سيدي الصحبي وعرض الفرقة الليبية للفلكلور والفنون الشعبية وسهرة الفنان المصري حمدان الصعيدي بالإضافة إلى عرض البارود والقرابية تبسة الجزائر وعرض أمسيات شعريّة. كما شاركت في تأثيث فعاليّاته فرق فنّية فلكلوريّة من جميع أنحاء الجمهوريّة والغناء الصوفي عبر عروض الفروسية وخصّص مهرجان سيدي علي بن عون جانبا كبيرا من عروضه لاستعراض مهارات الفروسيّة وتستمتع الجماهير الغفيرة بمهارات الفرسان على غرار فرسان “بنو همّام” مع سباقات الخيول وسباقات المهاري.
اختتم المرجان بعروض فنّية موسيقيّة تراثيّة تعكس عمق وثراء المخزون الثّقافي الذّي أورثته الحضارات والسّكان الذّين تعاقبوا على هذه الجهة والتي بدورها تشهد على عراقته وتجذّره. فشكرا وتحية إجلال لكافة المنظّمين والتشكيلات الأمنية التي حضرت لحراسة الضيوف وتكثيف الدوريات في كامل محيط المنطقة.
صور: فتحي الجويني