و هذا المثل ينطبق على سهام بن سدرين التي كانت تنتقد الطرق القديمة في التعامل مع الشعب و هاهي اليوم تلتجئ إلى أساليب المغالطة و الضحك على الذقون من باب استغباء المواطن و الاستهزاء بذكائه إذ أتحفتنا اليوم بعملية سبر الآراء و قدمت لنا قراءة مغلوطة لإحصائيات قدمها لنا معهد البحوث الإحصائية و تحليل المعطيات”ISTIS” بدعم من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي “PUND” .
لا يختلف اثنان في أن الأغلبية من الشعب التونسي مع العدالة الانتقالية ( و ليس بالضرورة مع هيئة الحقيقة و الكرامة ) و مع نجاح مسار العدالة الانتقالية و ذلك لفهم و معالجة ماضي انتهاكات حقوق الإنسان في مفهومها الشامل بكشف حقيقتها و مساءلة و محاسبة المسؤولين عنها و جبر ضرر الضحايا و رد الاعتبار لهم بما يرسي ضمان عدم التكرار و يساهم في إصلاح المؤسسات و التشاريع و يحقق المصالحة الوطنية المنشودة و يدعم بناء دولة القانون .
و لكن حين تخرج علينا هيئة الحقيقة و الكرامة بعد سنتين تقريبا من الشروع في انجاز مهامها و بعد كل الانتقادات التي وجهت لها و بعد كل الاخلالات التي تشوب قانون العدالة الانتقالية و التي أقر بها المجتمع المدني و معظم الحقوقيين و أهل الاختصاص و بعد الاحتراز على تركيبة الهيئة …. بماذا تخرج علينا ؟ ” باستبيان حول منظومة العدالة الانتقالية في تونس”
و الذي يبين لنا أن 81 بالمائة من الشعب التونسي راض على عمل هيئة الحقيقة و الكرامة و في حقيقة الأمر أن 81 بالمائة فقط من 62 بالمائة الذين تم استجوابهم في هذا الاستبيان بما معناه أن قرابة 30 بالمائة فقط من الشعب التونسي راض عن عمل الهيئة و المتمعن في هذا ” التحقيق الميداني ” كما اعتبرته رئيسة هيئة الحقيقة و الكرامة سهام بن سدرين في مستهل حديثها اثر الندوة سيجد أن هذا التحقيق خال من الحرفية خاصة في ما يتعلق بالطريقة التي وضع بها السؤال و ذلك لوجود هامش خطأ كبير أما من الناحية المهنية فحدث و لا حرج ذلك أن جميع الأسئلة كانت أسئلة بديهية مباشرة من قبيل ” أجب بنعم أم لا …أو أجب بصواب أو خطأ ” و كمثال نأخذ ” هل لديك ثقة في هيئة الحقيقة و الكرامة ” و ” حسب رأيك ، هل إصلاح المؤسسات ضروري ؟ إن كانت الإجابة نعم فلماذا ؟ “.
على كل بعد ما أتحفتنا به سهام بن سدرين اليوم يجعلنا لا نستغرب أنه و في المدى القريب ستخرج علينا باستبيان يؤيد فيه الشعب التونسي بن سدرين لرئاسة الجمهورية …
حنان العبيدي