تمر تونس اليوم بأهم مرحلة سياسية ألا وهي الانتخابات التشريعية و الرئاسية و نتيجة لتعدد الأحزاب المترشحة للانتخابات طبعا تعددت البرامج و الاهداف و اختلفت السياسات ببروز عديد التوجهات السياسية المختلفة و بروز عديد الوجوه الجديدة على الساحة السياسية … الجديدة إعلاميا و ليس نظاليا بطبيعة الحال . “الخبير” هذا الأسبوع تسلط الضوء على أحد الأحزاب البارزة على الساحة السياسية و هو نداء تونس و قامت بالحوار التالي مع أحد قيادي الحركة و هو السيد مهدي عبد الجواد عضو مكتب تنفيذي و قيادي بحركة نداء تونس.
كيف يمكن أن نقدمك للقراء ؟
مهدي عبد الجواد أستاذ و باحث جامعي انخرطّ مبكرا في العمل السياسي كأبناء جيلي في الثمانينات ، نشطّ في الحركة اليسارية في الاتحاد العام لطلبة تونس ، كنت و لازلت نقابي في الاتحاد العام التونسي للشغل و متحصل على الماجستير في الحضارة و بصدد اتمام رسالة الدكتوراه حول الدين و السياسة في تفكير “علال الفاسي ” بعد 14 جانفي نشطّ في المجتمع المدني و أنا خبير في الانتخابات و التحقت بنداء تونس منذ مراحل الإعداد له في 26 جانفي 2012 .
ماهو سبب انخراطك في نداء تونس ؟
نداء تونس بالنسبة لي مشروع وطني تمت فيه المصالحة التاريخية بين مختلف القوى الوطنية و هو ليس حزبا تكنولوجيا و ليس حزبا عقائديا تأسس على قوائم مشتركة بين 4 روافد الدستورية و النقابية و اليسارية و الديمقراطية و أنبنى المشروع على التجذر في التاريخ التونسي الوطني و حركته الإصلاحية منذ القرن 19 . النداء كان نداءا لكل الوطنيين التونسيين للتوحد من أجل تونس و لبيت النداء الذي أطلقه السيد الباجي قائد السبسي لأني وجدته منسجما مع قناعاتي و ملائما لمرجعياتي النظرية و مستجيبا لمتطلبات المرحة .
ماهي أهم النقاط في برنامج النداء ؟
نحن نداء تونس حزب اجتماعي و بالتالي نجعل من تحقيق أهداف الثورة أولويتنا المطلقة وهي التشغيل و الكرامة و الحرية و على هذا الأساس فإننا نعمل من أجل تحقيق 4 أهداف كبرى و هي تنمية طموحة كبيرة النمو و التشغيل و النهوض الاجتماعي للجميع و تنمية مستدامة في خدمة الأجيال القادمة و تعميق الأبعاد الأخلاقية في إدارة الشأن السياسي العام و لتحقيق ذلك تنبني فلسفتنا على إعلاء قيم العمل و العلم و الحرية و حقوق الإنسان على أن تتكفل الدولة بدور استراتيجي تنموي و تعديلي و أن تكون ضامنة لحق الجميع في توزيع الثروة التي لا يمكن حسب اعتقادنا مراكمتها إلا لتشجيع المبادرة الحرة و توفير المناخات المناسبة للاستثمار لذلك فإننا نعد التونسيين بأن المنوال الاقتصادي الذي ستعمل على تكريسه هو اقتصاد اجتماعي تضامني يؤسس فعلا للمواطنة الفاعلة .
الكل يتنبأ بانحلال النداء بعد الانتخابات لغياب إيديولوجيا واضحة و لأنه حزب هدفه الوحيد هو السلطة … ما ردكم على هذا ؟
في الحقيقة لا تستحق هذه النبوءات اهتمامانا لأن السياسة لا تنتمي إلى علوم الغيب فهي واقع و معطيات . و لأننا نعيش في تونس الحرية فإن للجميع أن يقولوا ما يشاءون و لكن النداء كان استجابة لحاجيات شرائح واسعة من الشعب التونسي و لم يكن رغبة لمجموعة من السياسيين و هو ما يفسر النمو الهائل الذي عرفه الحزب في سنتين . النداء وعد و أنجز وعوده عمل من أجل التوازن السياسي مع حركة النهضة و حقق ذلك مبادرة السيد الباجي في 26 جانفي 2012 و مطالبته بضرورة كتابة دستور ديمقراطي و تحديد موعد للانتخابات و تحديد تهيئة عليا للانتخابات و اختيار حكومة كفاءات مستقلة و هو ما تحقق بعد نظالات كبيرة . النداء كان نتيجة تاريخية و حتمية ولدت من رحم فشل الآخرين ، فشل الترويكا و فشل كل الأحزاب الأخرى في تحقيق انتظارات التونسي من الثورة . نحن كحزب نعمل من أجل الوصول إلى السلطة لتحقيق البرنامج الذي نعد به التونسيين لذلك هو مشروع وطني للمستقبل و هو وريث شرعي للتاريخ التونسي الحديث و لكل ذلك فإن النداء سيبقى و سيقود تونس و التونسيين و التونسيات نحو مستقبل أفضل حظوظكم في الانتخابات ؟ لقد أعددنا كل ما يجب لتحقيق نتائج إيجابية في الانتخابات تسمح لنا بالمساهمة الفعالة لبناء تونس الجديدة و في تحقيق حلم التونسيين في دولة المواطنة و الرخاء الاقتصادي و الرقي الاجتماعي . عرفنا كغيرنا من الأحزاب هفوات كبيرة تجاوزناها بسلام بفضل حكمة السيد الباجي قائد السبسي و إخلاص قياداته لمشروع النداء نحن نعمل من أجل أن نكون القوة الأولى في البلاد لتشكيل ائتلاف حكومي قوي مع شركائنا الذين نتفق معهم و مرشحنا للرئاسة السيد الباجي قائد السبسي هو أكثر المرشيحين حظا . رأيكم في الحكومة التوافقية ؟ الدعوة إلى رئيس توافقي أو إلى حكومة توافقية قبل الانتخابات هي مغالطة و التفاف على إرادة الشعب إذ لا يمكن الحديث عن توافقات أو تحالفات قبل أن يختار المواطن التونسي بالاقتراع السري و المباشر و الحر من يراه الأقدر على قيادته . إن اختارنا التونسيون قوة كبرى فإننا سنتحالف مع الأحزاب التي نتقاسم معها نفس القيم و المقاربات كحزب آفاق و حزب المبادرة و الجبهة الشعبية و غيرها .
رأيك في كلمة السيد المهدي و عدم ترشحة للانتخابات الرئاسية ؟
برهن السيد مهدي جمعة على حس وطني عال و كلمته كانت إيحاءا بميلاد رجل دولة من طيراز رفيع إذ أنه فضل المستقبل الشخصي و مصلحة الوطن على مصلحته الآنية و بالتالي فإن رفضه الدعوات المختلفة له للذهاب إلى قرطاج قد كرس بذلك أيضا أساسيات العمل السياسي الذي يجب أن يكون قائما على قيم الأخلاق و الوفاء بالالتزامات .
دعا السيد راشد الغنوشي السيد الباجي قائد السبسي في أحد البرامج التلفزية إلى الكف من تقسيم التونسيين … ما ردكم على ذلك ؟
راشد الغنوشي ، حركة النهضة عموما هي التي قسمت التونسيين و هي التي تناول لإبعاد الشبهة عن نفسها إذ لا ننسى أن السيد الباجي قائد السبسي كان أول من دعا إلى الشرعية و لا ننسى أنه هو الذي طلب من راشد الغنوشي أن يكف على تقسيم التونسيين و دعاه إلى الحوار كما أن الذي يقسم التونسيين هو الذي يجعلهم إسلاميين و علمانيين و سافرات و محجبات لذلك فإن دعوة السيد راشد الغنوشي موجهة إليه فنداء تونس قوة توحيد و ائتلاف و ليست قوة تفرقة
كلمة آخيرة ؟
رغم ما يتعرض له نداء تونس من هجمة شرسة و ما يطال رئيسه السيد الباجي من قدح و ذم فإن حزبنا متماسك و يمضي إلى الانتخابات بثبات و نريد أن نطمئن أنصار النداء و عموم التونسيين بأننا على أتم الاستعداد للفوز في الانتخابات التشريعية و الرئاسية لأن نداء تونس هو حلم تونس .
حنان العبيدي