العودة الحزينة
مرحبا ببناتنا الفاضلات الساجدات الفاتنات، العائدات من ارض الجهاد و القتال، مرحبا بكنّ على كل حال. رغم برودة الاستقبال و رغم عدم الزغاريد و مظاهر الفرح و نحن نستقبلكن، فأنتنّ مجاهدات مهاجرات في سبيل الله و رسوله، سافرتن لتشدنّ المقاتلين المجاهدين، نحن نستقبلكن و سنبتلع ريقنا ألما و حزنا عليكن و حزنا علينا.
مرحبا بكن و بالأجنة في بطونكنّ فأنتنّ بنات هذا الوطن الشريف الكبير ها قد عدتنّ للوطن و سيحتضنكنّ، و كل هذا قد تم و ابرم الامر فيه، و شبابنا أيضا يجاهد و يقاتل و سوف ينتهي به الامر للموت أو العودة و سنستقبلهم أيضا و سيحتضنهم الوطن الكبير.
و الآن علينا ان نسترد وعينا و نحاسب انفسنا، و نسأل أين نحن حكومة و شعبا و اولياء، و ماذا كنا نفعل و في ماذا غفلنا و تركنا أبناءنا فريسة لهؤلاء المجرمين و هم يسوقون أبناءنا لمحرقة رهيبة في أرض بعيدة.
أين كانت هذه الحكومة يوم تأسست هذه الشركات الوهمية و انتشرت هذه العصابات الإجرامية لتفتك بشبابنا و توحلهم أمام أعيننا إلى المجهول القاتل؟ و ماذا كان دورها و هي تنظر إلى الأمر في صمت مريب بل و تسهّل لهم طريق الخروج و السفر؟
و أين كان امننا و هو الذي جُعل للسهر على أمننا و أمن وطننا؟ أين كان و هذه العصابات المجرمة تؤجر المنازل الفاخرة و ترتع في فنادقنا و تصرخ في مساجدنا و هي تصرخ و تحرّض على الجهاد في سوريا؟ أين كان الامن و العصابات تصطاد فتياننا و فتياتنا و تختار منهم من تشاء؟ أين كان امننا و مشائخنا و إعلامنا، و شبابنا يساق إلى المجزرة؟ أين كان الأولياء و أين الأب الذي يراقب و الأم التي ترشد؟ بل أين كان مجتمعنا المدني المتحضر و ابناؤنا يسرقون من أمامه؟
في الأخير حسبنا الله في حكومة نائمة و مشائخ يحرضون علنا على ذلك. حسبنا الله في زمن وغد و عهد اسود سوّد وجوهنا و أحزننا.