استضاف برنامج “L’Expert ” في حلقته السادسة والعشرون من الموسم الخامس الذي يبث على قناة ” تونسنا ” مجموعة من الخبراء والمستشارين والفاعلين الاقتصاديين للحديث عن الأوضاع الاقتصادية في ظل ازمة الكورونا وفيما يلي نص الحوار:
السيد ارام بالحاج: أستاذ جامعي
يعتبر الوضع الحالي في تونس صعب جدا فحتى قبل جائحة الكورونا كان الاقتصاد التونسي يمر بنسبة نمو ضعيفة جدا وعرف عجزا تجاريا كبيرا وعرف سعر الصرف – حتى وان عرف تحسنا طفيفا – نسبة تضخم كبيرة بمعنى ان كل المؤشرات الاقتصادية كانت في الحقيقة صعبة ثم جاء هذا الوضع الوبائي ورأينا حتى بعض الدراسات على شحّها تقول ان تداعيات ازمة الكورونا ستكون كبيرة جدا على الاقتصاد التونسي.
فحسب المعهد الوطني للإحصاء فان محرك النمو والمتمثل في التصدير تراجع ب29.5 بالمائة بحساب الانزلاق السنوي و11 بالمائة بحساب الانزلاق الثلاثي ونحن بصدد انتظار نسب النمو من المعهد الوطني للإحصاء وقد قال صندوق النقد الدولي ان تداعيات جائحة الكورونا على الاقتصاد التونسي ستكون في حدود 4.3 بالمائة نسبة نمو سنة 2020 وهي اول نسبة يشهدها الاقتصاد التونسي منذ الاستقلال وفي نفس الدراسة لصندوق النقد الدولي اذا شاهدنا التداعيات على اهم شريك لنا والذي هو الاتحاد الأوروبي نجد تداعيات كبيرة جدا والدراسة تقول ان منطقة الاورو ستكون سلبي أي 7.5-بالمائة وبطبيعة الحال اهم شركائنا هم المانيا وفرنسا وإيطاليا وستكون نسبة النمو فيها سلبية من 6- بالمائة الى 7 – بالمائة.
وبالنسبة للقطاع البنكي، فقد ساهم الى حد الان في مواجهة هذه الازمة ولكن مساهمته غير كافية عندما نرى حجم الكارثة التي ستقع على الاقتصاد التونسي وإذا قارناها بحجم مساندة القطاع البنكي نقول انها غير كافية. وهنا يمكن القول ان هذه العملية مرتبطة بسياسة البنك المركزي والذي رغم الإجراءات الطيّبة التي قام بها مازلنا لم نخرج من السياسات التقليدية ومازلنا نتحدث عن نسبة فائدة مديرية بنسبة 6.75 بالمائة في مثل هذه الظروف.
وبالنسبة لعملية التمويل، فيمكن ان تكون بعدّة صيغ فأولا يجب تعبئة الموارد الداخلية وهنا هناك سبل تقليدية وأخرى غير تقليدية وثانيا حشد الدعم الخارجي هام جدا شرط ان تكون هناك رؤية واضحة لما سنقوم به بعد هذه الجائحة فاذا اخذنا القروض ولا يوجد لدينا برنامج متكامل فان نسبة التداين ستكون ضخمة وبدون فائدة.
وارى هنا ضرورة التوجه الى الخارج والبحث عن التمويلات الضرورية ولكن المهم هنا ان نتحلى بالشجاعة الكافية لتأجيل سداد الدين ونحافظ على السيولة الموجودة.
وفي الحقيقة فإن العملية الاستباقية يجب ان تكون حاضرة وهي من اهم صفات القيادة ففي هذه الظروف كل شيء ممكن فقط يجب التحلي بالشجاعة الكافية ويكون لنا مخطط استراتيجي اثناء ازمة الكورونا وخاصة ما بعد هذه الجائحة فطلب تأجيل سداد القروض التي لدينا والتي تمكننا من الحفاظ على السيولة التي لدينا من اهم خاصيات القياديين لذلك يجب على السياسيين وعلى الحكومة ان يمتلكوا القدرة على القيام بذلك وصحيح هنا اننا في ازمة ولكن يوجد أيضا فرص في كيفية استخدام الرقمنة وادماج القطاع الموازي في القطاع المنظم وعلى القائد هنا ان تكون لديه فكرة على كيفية مواجهة ازمة الكورونا وخاصة التحضير لما بعد هذه الجائحة.
نقل الحوار : نجوى السايح