منذ زمن اقتصر مهرجان قرطاج الدولي على الفنانين المشارقة والاجانب، اما بالنسبة للتونسيين فقد اقتصر فقط على اسماء معلومة للجميع وتعد على اصابع اليد وهي نفسها التي تعتلي مسرح قرطاج كل دورة.
هذه الدورة لسنة 2023 ، تميزت بوجود اسماء تونسية شابة مزالت تشق طريقها نحو النجومية وسيكون اعتلاء مهرجان قرطاج دافعا لها للمثابرة والنجاح وستفتح لها ابواب جديدة ، ومن ابرز الاسماء التونسية التي اعتلت مهرجان قرطاج طبعا الى جانب امير الطرب صابر الرباعي( سهرته في اوت ) وعرض الزيارة ولطيفة نجد مغني الراب “نوردو” والفنان رؤوف ماهر .
رؤوف ماهر الذي اعتلى البارحة مهرجان قرطاج ، كان الى حد الان الاستثناء بشهادة الجمهور واعلاميين من اهل الاختصاص وفنانين ، فقد احيى رؤوف ماهر حفلته امام شبابيك مغلقة وحضور جماهيري فاق التصورات هو اول سطر في نص نجاح الحفل .
إفتتح رؤوف ماهر سهرته على ركح المسرح الأثري بقرطاج بعرض موسيقي فرجوي يجمع بين الغناء والفرجة.
وكان الإفتتاح بأغنية “رمل الوطن” التي تتناول موضوع الفلاقة والإستعمار، وظهر الفنان بملابس تقليدية تعكس الهوية الثقافية لولايات الجنوب التونسي.
وشارك العرض الفرجوي المجموعة الموسيقية المعروفة بالجنوب التونسي “طبالة تطاوين” ليقدموا عرضا فرجويا يجمع بين المشاهدة والموسيقى وسط ظهور جماهيري كبير وتفاعل اكبر الى جانب اغانية المعروفة (صنديدة …خطافة ….عروبية ..قالو مطلقة … يا ماشي للشط على الكريطة ..اش خصني ) واخرى من التراث الجنوبي الجميل
ورغم الهيمنة لتعبيرات فنية أخرى كيف الراب والمزود شقت غنايات رؤوف ماهر طريقها لأنها تنطوي على عمق إبداعي وخلفية قيمية أصيلة حافظ فيها على طباع ابناء الجنوب التونسي.
رؤوف يعد من اهم الفنانين الصاعدين في الفترة الاخيرة ، ويمكن ان نقول ببساطة انه افتك مكانه بين النجوم التونسيين والعرب عن جدارة .