
مهندس فلاحي
اكد المعهد الوطني للإحصاء أن انخفاض استهلاك اللحوم الحمراء و التوجه اكثر فأكثر الى استهلاك منتوجات الدواجن يعود لتراجع المقدرة الشرائية و وفرة عرض منتوجات الدواجن و تنوعها والتي باتت اكثر حضورا في موائد التونسي و مصدرا بروتينيا هاما في الوقت الذي تشهد فيه أسعار اللحوم الحمراء ارتفاعًا على مدار السنة وخاصة في المواسم الاستهلاكية الكبرى.
الا ان منتجو الدواجن و المربين يهددهم شبح
الافلاس. لذلك وجب التساؤل حول منظومة الدواجن الى أين؟
تعد تربية الدواجن قطاعا حيويا استراتيجيا
في الانتاج الفلاحي الوطني اذ يمثل 60 بالمائة من الانتاج الوطني للحوم و يوفر
قرابة 15000موطن شغل قار. إلا انه مازال يشهد زلزلة خطيرة منذ ثورة 2011 بتحرير
السوق و التخلي عن نظام الحصص لتوريد الامهات المنتجة للفراخ دجاج اللحم و او لبيض
الاستهلاك مما شجع العديد من المستثمرين على توسعة الانتاج او الدخول للقطاع و
انتشار المداجن العشوائية منها و القانونية بشكل كبير. وهو ما نتج عنه اختلال العرض
و الطلب و اغراق السوق و عدم قدرة المذابح على استيعاب الفائض في الانتاج و انتشار
الذبح العشوائي و بيع الدجاج الحي في غياب المراقبة الصحية و البيطرية و ما يمثله
من خطر و مضار للمستهلك و غياب معرفة مصدر المنتوج مما كبد صغار الفلاحين خسائر فادحة
لتدهور الاسعار المتكرر و البيع دون الكلفة نظرا لارتباط سوق الدواجن ببورصة العرض
و الطلب.
وهو ما أدى الى ضرورة الرجوع الى نظام الحصص كحل لا مهرب منه لإعادة القطاع في
اواخر سنة 2017 و تولي المجمع المشترك للحوم و الدواجن إعادة انعاش القطاع.
و
بالرغم منذ ذلك لا يزال المنتجون الصغار و هو نسيج هام من المنتجين بمعدل 5000 طائر
في الدورة مع هيمنة شركات كبرى . و بالرغم من تحسن الاسعار الا ان نقابة الفلاحين التونسيين
و اتحاد الفلاحة يؤكدان ان الازمة متواصلة نتيجة الغلاء المتواصل للأعلاف الذي مثل
60 بالمائة من التكلفة في ظل وجود اشكاليات إدارية ووضعية المداجن المخالفة و غياب
التلاقيح اللازمة و عودة شبح النفوق في عدة مداجن و اغراق السوق بالمنتوجات
المهربة من القطر الجزائري او قرارت التوريد غير المدروسة بالرغم من ان الانتاج
المحلي يكفي السوق و اكثر.
كما طالبت النقابات الفلاحية الى ضرورة
مراجعة اسعار الاعلاف اثناء انفراج اسعار صرف الدينار مقابل اليورو و الدولار و
احكام السلط مراقبة الجودة و مسالك توزيع العلف حيث تعتمد البلاد على تصنيع الأعلاف
بعد استيراد مكوناتها من الخارج و خاصة الذرة كمصدر طاقي و الصوجا كمصدر للبروتين
في عليقة الدجاج.
كما اتجه المجمع المشترك لمنتوجات الدواجن
و الارانب لاتخاذ جملة من الاجراءات تتمثل في رقمنة البيانات و مراقبة توزيع الدواجن
للمربين حسب الكميات المسموح بها لكل مربي لتضمن التوزيع العادل و اقصاء الدخلاء
عن القطاع و حرمان المداجن المخلة بشروط التوزيع حسب النظام المتفق عليه كما دعت صغار
المربين للانضمام الى تعاضديات للضغط على التكلفة.