هذا الكلام قاله أحد الحكماء الذين آلمهم وضعية الدين الحنيف في هذه الحقبة الزمنية المريرة (عندما كان الإسلام في عنفوانه يتقدم نحو الناس فيسارعون لاحتضانه ويقتحم بحارا وجبالا وبلادا يدخلها فاتحا بقوة العقيدة… كان المسلمون يكتبون ويفكرون ولا يكذبهم أحد وحاولوا الطيران ودرسوا الكيمياء والرياضيات ورصدوا الأفلاك والكواكب وترجموا ونشروا الحضارة… لأنهم ارتضوا الدين عن قناعة وآمنوا به عن فهم واتخذوه عقيدة تدعوهم إلى العلم والتأمل في أرض الله وفي خلقه وحضهم الدين على العمل والاجتهاد وجعلها عبادة.
ثم جاءت عصور تدحرج المسلمين إلى الهاوية لأنهم تجمدوا وتحجرت عقولهم وتوقفوا عن التفكير في عصور الاضمحلال بفعل أشخاص من مدعي العلم تسلطوا على العقول وفتشوها ومنعوا التقدم وتركوا الجوهر وتمسكوا بالشكل وتوقف عقل المسلم عندما كثرت أمامه الممنوعات والمحظورات وتراكمت حوله عمليات التحريم ورفعت لافتات ممنوع الاقتراب من اختراعات العلم وظهر من كفر القائلين أن الأرض مكورة ومن حرّم الرسم والتمثيل والفلسفة ومن يرى في العمليات الجراحية تأجيل للقاء الله… والمنظمات الإسلامية لا سيّرت جيش النصرة المضطهدين ولا وحدت المسلمين على كلمة ولا جمعت صفوفهم… ومن الظلم أن تمتنع عن العلم وتخاصم مخترعات العصر وعلومه ومستجداته… يجب أن يبقى باب الاجتهاد مفتوحا… كلام جارح عن الإسلام هذه الأيام الحزينة.
محمد الكامل