هناك تضارب حول موقف الإدارة من النشاط العادي في البلاد ويتقابل شقان لا يلتقيان في تفسير تحليلهما من الإدارة على الأقل في هذا الظرف من تاريخ البلاد ويرى المتفائلون أن الإدارة تعمل حسب النبض العام في المحيط بل وتتفاعل مع التطورات المفاجئة مثل ما وقع عندما شلت الحركة يومي 14 و15 جانفي 2011 واختفت السلطة تماما بقيت الإدارة ترعى شؤون المواطنين ولم تتوقف الحركة وينبري الشق المتشاءم ليوجه كمية من الاتهامات للإدارة من أنها السبب الحقيقي في إعاقة تنفيذ القرارات والقوانين وترى أنها غير قابلة للتنفيذ وتضع في طريقه كل المعوقات إنه جهاز قادر وله حيل بارعة في التعطيل وفي مقاومة الإصلاح وإفساد أية خطوة نحو الحرية والشفافية ومقاومة الفساد بأنواعه لأن الإصلاح العميق يمثل خطرا كبيرا على الجهاز الإداري وعندما يظهر في الأفق بوادر مشاريع استثمارية جادة تتصدى لها الإدارة بمدفعية ثقيلة وبعدة أسلحة فتاكة لتقتلها في المهد ألم توجه أصبع الاتهام إلى المديرين النافذين في الإدارة من أنهم يتصرفون في أسعار المواد الغذائية ويخلقون بلبلة في السوق فأين الزيت النباتي تورده وزارة التجارة وتسلمه مباشرة إلى المهربين هناك احتجاج على توريد البطاطا من مصر ولكن هناك سكوت تام وخرست الألسن أمام تكدس البضاعة التركية فأنا كلما شاهدت (القليبات البيضاء) ألعن من وافق على توريدها لقتل الإنتاج الوطني في هذه الناحية وما أكثر التهم التي توجه إلى الإدارة وجلها صحيح ولا يوجد من يقاوم الاعوجاج لأنها تتحكم حتى في نية العمل.
محمد الكامل