يكتبها محمد الكامل
انطلقت الومضات الإشهارية في السينما كإعلان عن سلع معينة ثم تطورت لتجمع طابع الترغيب والإعجاب والتأثير وخاصة عدم إشعار المتلقى بأنها مجرد دعاية خالية من الصدق والنزاهة… ويتطلب إنجاز مثل تلك الومضات مجهودات كبرى من فريق يتألف من عدة خبراء في فنون التأثير على الجماهير مع مخرج نبيه وبارع في استعمال الصورة… والمؤثرات الصوتية ويبقى همّ الفريق التأثير على الملتقى بالابتكار الطريف خلال تلك اللحظات القصيرة وخاصة جلب الاهتمام.
ففي بلجيكا مثلا كانت الومضات الإشهارية تعرض بقاعات السينما طيلة 45 دقيقة في فترة الاستراحة ومع ذلك لا يشعر المتفرج بالضيق ولا بالملل لأنها ومضات مبتكرة وطريفة.
وفي أحوالنا الخاصة جاءت الومضات التلفزية خالية من الابتكار ومن الطرافة وفي جل الأحيان تبقى مجر إعلان عن سلع أو عن حدث ثقافي أو رياضي بل هناك ومضات مملة تثير الانزعاج والرفض لتقديم الموضوع في صورة سلبية مثل الاعتماد على نيل الشيء المحبب بالسرقة أو الاحتيال أو العنف وأخيرا الرعب…
وهذا يعود إلى عدة عوائق وأهمها المخرج الذي يبتكر الصورة ويبحث عن التعليق الطريف وهذه مهمة أصعب من إنجاز شريط روائي طويل فهذه مهمة تتطلب الكثير من الفطنة والذكاء ولو أن ما يعرض على شاشات القنوات التلفزية ليس بالضرورة من إنجازها إذ هناك شركات خاصة تعمل حسب الطلب لإعداد ومضات لشركات إنتاج تعرضها على قنوات من اختيارها ومع الأسف إلى الآن لم نتمكن من البروز في هذا الميدان الذي يبقى معقدا…