مثل التعاون الثنائي والعلاقات البرلمانية بين تونس وفرنسا وملف الهجرة غير النظامية، أبرز محاور المحادثة التي جرت اليوم الثلاثاء بين رئيس مجلس نواب الشعب ابراهيم بودربالة وسفيرة فرنسا لدى تونس آن غيغان، بقصر باردو.
وكانت مناسبة لتأكيد التطوّر المتواصل الذي ما فتئت تشهده علاقات الصّداقة والتعاون القائمة بين البلدين، والرغبة المشتركة في دفعها على مختلف الأصعدة خدمة لمصالح الشعبين الصديقين، وفق بلاغ صادر عن البرلمان.
كما تمّ التطرّق الى العلاقات البرلمانية ومساهمتها في دفع التعاون التونسي- الفرنسي، حيث أبرز الجانبان في هذا الاطار، أهمية تبادل الزيارات واللّقاءات المباشرة بين النواب التونسيين والفرنسيين ودورها في تنمية العلاقات الثنائية.
وفد من مجلس الشيوخ الفرنسي
وأعلنت سفيرة فرنسا بتونس في ذات السياق، عن اعتزام وفد من مجلس الشيوخ الفرنسي القيام بزيارة الى تونس خلال الأسبوع المقبل، حيث رحّب رئيس البرلمان بهذه الزيارة، مؤكّدا الحرص على انجاحها باعتبارها تفتح آفاقا جديدة للعلاقات البرلمانية بين البلدين، مشيرا بالمناسبة، الى تكوين مجلس نواب الشعب لمجموعة التعاون البرلماني مع دول الأعضاء بالاتحاد الأوربي، والتي ستُعنى بالعلاقات الثنائية مع مختلف هذه البلدان ولاسيما فرنسا.
وتمّ التداول حول التحدّيات المشتركة، ومنها بالخصوص ضرورة تكثيف الجهود لمواجهة ظاهرة الهجرة غير النظامية، التي تستوجب عملا مكثّفا على المستوى الثنائي ومتعدّد الأطراف، بما يسهم في تعزيز الاستقرار في البحر الأبيض المتوسط.
وأكد بودربالة في هذا الصدد، تعامل تونس مع موضوع الهجرة غير النظامية وفق المواثيق الدولية والقانون الإنساني واحترام الذات البشرية، مبرزا ما تقتضيه المسألة من مجهودات مضاعفة وعمل مشترك بالنظر الى علاقتها الوثيقة بالتعاون والأمن والاستقرار في المنطقة الأورو متوسطية.
وأبرزت سفيرة فرنسا، ما توليه بلادها من أهمية لعلاقاتها مع تونس، تجسّمت في اعلى مستوى عبر التنسيق المتواصل بين رئيسي البلدين، وكذلك عبر الزيارات المنتظمة للعديد من المسؤولين الفرنسيين الى تونس، واللقاءات والتظاهرات المشتركة في كل من تونس وباريس، والتي مكّنت من إرساء تعاون مثمر وإبرام اتفاقيات في مجالات مختلفة وخاصة منها التربوية والثقافية والتعليم العالي والتكوين المهني والذكاء الاصطناعي، فضلا عن تكثيف برامج الاستثمار ومساندة المشاريع التنموية في تونس.
تسهيلات
وعبرت عن استعداد فرنسا لمواصلة دعمها لتونس، وحرصها على تذليل الصّعوبات وخاصة منها المتعلّقة بمنح التأشيرة، مبرزة ما تتمتّع به تونس من امتيازات وتسهيلات في مجال منح مختلف أنواع التأشيرات، تجسيما للرغبة المشتركة في مزيد تقوية العلاقات بين الشعبين.
وثمّن بودربالة، ما تبديه فرنسا من استعداد دائم لإرساء تعاون متين على جميع الأصعدة، معربا عن الرغبة في مزيد دفعه لاسيما في المجالات الاقتصادية والاكاديمية والثقافية.
وذكّر بعديد المحطّات التي ميّزت العلاقات الثنائية، والتي كانت من العوامل المساهمة في توطيد الروابط بين الشعبين الصديقين ودعم التقارب الثقافي بينهما.
كما أبرز الدور الذي يضطلع به مجلس نواب الشعب في ترسيخ قيم الديمقراطية ومبادئ الحوكمة والشفافية، وإسهامه الفاعل في تعزيز المسار التنموي في البلاد، من خلال تعميق النظر في ما يٌعرض عليه مبادرات ومقترحات في سياق ثورة تشريعية ترمي الى تطوير الحياة الاقتصادية والاجتماعية، وضمان الرقي والعيش الكريم لكل التونسيين. وقد حضر اللقاء مساعدة الرئيس المكلّف بالعلاقات الخارجية والتونسيين بالخارج والهجرة، النائبة ضحى السالمي.