من القاهرة لـ”الاخبارية التونسية”:مروى بونقيشة
نظم مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الـ45 لقاءا اعلاميا مفتوحا مع الممثل المصري عمرو سعد ، تحدث خلاله عن مشواره الفني وبداياته، وأحدث أعماله، وعبر عن سعادته بالمشاركة في المهرجان.
وكشف عمرو سعد في الندوة التي أدارها الناقد الفني رامي عبدالرازق إنه كان حريص منذ بداية مشواره الفني، أن يقدم أدواراً لا يستطيع غيره تقديمها، وأنه كان يرفض فكرة إمكانية ترشيح فنان غيره لدور سبق وتم ترشيحه فيه، لأنه يرى أن أداءه ونوعية ما يقدمه من أدوار لا يمكن لغيره أن يقدمه.
وأرحع عمرو سعد سر تحقيقه نجاح في مجال السينما، الذي إصراره ورغبته في النجاح، وليس تمتعه بموهبة فنية كبيرة.
وقال : “جربت الالتحاق بمعهد الفنون المسرحية لكني رسبت، فلم أيأس ولكن قلت لنفسي أن هذا المكان خسرني”.
وتابع: “كم من المرات رفضني البعض في عدد من الأعمال فلم يؤثر رفضهم عليّ حيث كنت واثق في نفسي، وواثق في قدرتي على النجاح”.
وتابع إنه لم يشك لحظة أنه سيصل، وكان يمر كثيراً من أمام سينما كايرو، فكان يرى نفسه على أفيش كبير بواجهة السينما، وتمر الأيام وأول أفيش يحمل صورته، تم وضعه على سينما كايرو.
وأكد أنه لم يكن يرغب في الحديث عن نفسه لأنه خاض رحلة صعبة ومريرة قد تبكي الحضور. لكنه شعر أنه ربما يكون ملهماً لغيره.
ووجه عمرو، رسالة للمسئولين ناشدهم فيها ضرورة تقديم تسهيلات وتخفيض الرسوم للتصوير في شوارع وميادين والأماكن المختلفة في مصر، وقال إنه يُفاجئ برسوم مبالغ بها مطلوبة للتصوير في مكان ما، رغم أن العمل الذي سيتم تصويره بهذا المكان سيروج له.
وناشد الجمهور، عدم الحكم بمعيار أخلاقي على الأفلام وقال: الفيلم لا يعرض إلا بعد الحصول على موافقة الرقابة، وبعد إجازة عرضه، وعلينا أن نتقبله وإما نقرر مشاهدته أو الامتناع، لكن أن نصدر حكماً أخلاقياً على العمل فهذا لا يجوز.
وأكد إنه يرفض توصيف أي عمل فني بالتافه لأن هناك جهداً كبيراً يبذله صناعه من أجل إمتاع الجمهور. وعلينا أن نحترم هذا الجهد.
وصرح عمرو سعد، إنه وافق على الظهور لأول مرة كضيف شرف في فيلم “الست” بسبب المخرج مروان حامد، لأنه مخرج عالمي.
كما كشف عن سبب غيابه عن السينما في السنوات الأخيرة، مشيراً إلى حرصه على اختيار أدواره بعناية، وتقديم أعمال قوية تتطلب جهداً وتحضيراً كبيراً لتظهر بأفضل شكل ممكن.
في هذا السياق، كشف عمرو سعد أن فيلمه الأحدث “الغربان” تطلب جهداً كبيراً، حيث تم تصويره على مدار أربع سنوات بميزانية ضخمة تقدر بنحو نصف مليار جنيه. وأضاف أنه يجري حالياً ترجمته إلى 12 لغة.
وأشاد عمرو سعد، بمؤلف ومخرج العمل ياسين حسن والذي وصفه بالمخرج العالمي، رغم أنه يخوض تجربته الإخراجية الأولى، والمنتج سيف عريبي الذي وفر كل الإمكانيات اللازمة لهذه التجربة التي تدور أحداثها في أربعينيات القرن الماضي، خلال الحرب العالمية الثانية بالصحراء الغربية عشية معركة (العلمين)، حيث يدور صراع قوي بين أكثر من جهة.
ويشارك في البطولة نخبة كبيرة من الفنانين منهم مي عمر، وماجد المصري ومحمد علاء، وأسماء أبو اليزيد.
وأشار عمرو سعد إلى أفلام الأربعينات والستينات، ولا سيما أعمال الفنان الراحل إسماعيل ياسين، حيث وصفها بأنها مُتقنة التنفيذ.
وقال: “في كثير من الأحيان أقرأ الفاتحة لإسماعيل ياسين، لأنه كان يسهم في إدخال الفرح على قلوب الناس ويساعدهم في التخلص من همومهم”.
وفي نهاية حديثه، قدم عمرو سعد اعتذاراً لوسائل الإعلام، مشيراً إلى أن خجله كان يدفعه دائماً للهروب منها، مما جعل الناس يصفونه بالمغرور، لكنه أدرك لاحقاً أهمية أن يكون للفنان حضور إعلامي ورصيد من الظهور.