القاهرة
قال المخرج المصري الكبير خيري بشارة، إنه جريء في أفلامه ولكنه في الواقع رومانسي جداً.
وأشار بشارة في ندوة “مرآة مصر: الهوية في عيون خيري بشارة” التي أقيمت م على هامش فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي الـ 45، إلى أنه ابن تراثه، وقال: كنت أنتمي لطبقة برجوازية ريفية لأن جدي كان من أغنياء القرية وأبويا كان متمرداً عليه، وذهب وسكن في منزل أفخم مبنى على التراث الانجليزي، وهذا كان أول بداية علاقتي بتراثي، والحقيقة أن والدي كانت علاقته سيئة مع الفلاح وسبق وضرب فلاحاً بالقلم على وجهه، وقد تأثرت بالحدث جداً ومن هنا تشكلت هويتي.
وأكد بشارة أنه تعلم السينما في الفترة ما بين 63 لـ 67 وقد تأثر بالواقعية الايطالية والسينما الحرة الإنجليزية، وأضاف: أحلامي كانت هي التعبير الشخصي والذاتي ونضجت مع الثورة والتغيير، وهذه كانت دوافعي في أول تجربة ليا «الأقدار الدامية»، أما فيلمي الثاني «العوامة 70» فكان مزيجاً من السيرة الذاتية والخيال.
قال المخرج خيري بشارة، إن السينما أثرت على تكوينه كثيراً، مشيرًا إلى أمنيته في أن يصبح ممثلًا.
وتابع بشارة: كان نفسي أكون ممثلاً لكن خالي الذي تعلمت منه حب الفن، قال لي لابد أن يعرف الإنسان هل الممثل هيكون في الصدارة ولا مجرد كومبارس، وهنا شعرت بإحباط وذهبت لغرفتي وأنا في عمر 15 عاماً، وبالصدفة وقع في يدي كتاب عن فن الفيلم، واكتشفت أن المخرج هو أهم شخصية في الفيلم فقررت أكون مخرجاً حتى أكون ممثلاً.
وروى المخرج خيري بشارة، تفاصيل تعلقه بالفن، وقال: كان خالي يدرس الأدب الإنجليزي بالأربعينات ومثل على مسرح الأوبرا، درس مسرحاً وكنت مفتونا به جداً وأشعر أنه في منطقة بعيدة عن كوكب الأرض، وذات مرة البيت كان فاضي وفتحت شنطته ووجدت عالما من الكتب لصور ممثلين وممثلات ورأيت أنه عالم مذهل، وبدأت هويتي تتشكل من كامل يوسف أول من ترجم روايات الكاتب الشهير هنريك ابسن.
وتطرق المخرج خيري بشارة، خلال حديثه إلى الوقت الذي قرر من خلاله أن يُحدث تغييراً في مسيرته الفنية، وخاصة عقب فيلم “يوم حلو يوم مر”، قائلاً: “وجدت أن هناك تيمة مكررة في أفلامي وهي التركيز على الصراع بين الأغنياء والفقراء والتمرد، من هنا شعرت بضرورة تقديم شيء آخر مختلف”.
وأشار، إلى أن رغبته في التغيير، ازدادت عقب آراء أحد متابعي أعماله من الجمهور، والذي أخبره بأنه أُصيب بذبحة صدرية عقب رؤيته لفيلم “يوم حلو يوم مر”.
أما عن الطريقة التي استلهم منها خيري بشارة فكرة فيلم “كابوريا” للنجم أحمد زكي، أوضح أثناء قراءته لكتاب بعنوان “رواد الرياضة في مصر” والذي كان يتحدث عن رياضة الملاكمة، رأى بشكل أولي فكرة فيلم كابوريا من خلال الصور التي كانت بالكتاب، مكملاً: “ما تم عرضه في الفيلم ضئيل، أمام الواقع إالذي شاهدته”.
وحول الثيمة الأساسية في أفلامه، قال بشارة : «هناك موضوع متكرر في كل أفلامي، وهو الصراع بين الغني والفقراء، والطبقة والتمرد في مواضيع مختلفة. وأعتقد دائماً أنني لن أكون مع الأغلبية أبداً، وأرى صوراً وعوالم غامضة قبل التصوير، أتخيلها وفيلمي السلطعون رأيته في مخيلتي قبل أن أصوره، وعالم السلطعون صغير مقارنة بالواقع “.
وعرض جزء من فيلم “العوامة رقم 70” للنجم أحمد زكي والمخرج خيري بشارة، خلال الندوة، وعلق بشارة على العمل وقال أن نهايته تم إعادة كتابتها كثيراً، حتى تخرج بهذا الشكل، وهي من أغرب نهايات الأفلام.
واختتم المخرج خيري بشارة حديثه في الندوة كاشفاً أسرار خروجة من مصر بسبب أحد أفلامة، قائلًا:” انسحبت فترة عن الاخراج بعد فيلم قشر البندق، لأني شعرت بإحباط بسبب أن الفيلم لم يعجب عدد كبير من الجمهور رغم أنه حقق إيرادات ضخمة وقتها “.
وأضاف بشارة: لذلك قررت السفر خارج مصر والبعد عن الإخراج والعمل عموماً، بسبب حالة اليأس التي سيطرت عليا وقتها، ولكن بعد فترة استراحة رجعت للعمل مرة أخرى لأني بطبيعتي شخصية متفائلة وتحب الحياة “.