من القاهرة لـ”الاخبارية التونسية”:مروى بونقيشة
تنوعت وتعددت الأفلام التي شاهدتها خلال الدورة الـ45 لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي فمن مجموع 190 فيلماً بين روائي ووثائقي وأعمال قصيرة، وطبعا لا يمكن مشاهدة كل الأفلام المبرمجة بمختلف أقسام المهرجان غير أنني حاولت الموازنة ومشاهدت أكثر ما يمكن .
وبعد مرور 10 أيام، عدت بذاكرتي للعناوين التي علقت بها ، فلم أرزة: للمخرجة اللبنانية ميرا شعيب والذي بدوره وبطريقة تهكمية ومضحكة يشرح للمشاهد العادي و المختص ، وتعود قصة الفلم لطرح تفاصيل الخيوط المتشابكة للطائفية في لبنان والصراع فيما بينها والحرب الأهلية، لكن من خلال رحلة البحث عن دراجة نارية سرقت للبطلة أرزة الممثل دايموند عبود، وكيف انطلقت هي وابنها الذي يحلم بالهروب من لبنان ككل الشباب هناك، تأخذهم رحلة البحث من منطقة وطائفة إلى أخرى على طول لبنان.
كذلك علق ببالي فلم للمخرجة المصرية نهى عادل “دخل الربيع يضحك”، لنجد فيه أربع قصص منفصلة متصلة على خلفية شعر صلاح جاهين، وأغاني الزمن الجميل قصص نسائية بامتياز اشتغلت عليها المخرجة برهافة عدسة الكاميرا وسلاسة الحوارات وواقعية الشخوص والممثلين، نسترسل في تتبع قصصهم وحكاياهم وكأن المشاهد فرداً من كل قصة.
كما شدني كذلك فلم” أحلام عابرة:” للمخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي الذي اصطحبنا خلال مشاهدته في رحلة البحث عن الحمام بين المدن على طول خارطة فلسطين المحتلة، نكتشف المدن وجمالها وعظمة هذا الشعب الصامد برغم الاحتلال والاسوار والسجون .
كذلك الفيلم التونسي نوار عشية: للمخرجة التونسية خديجة لمكشر، التي طرحت خلاله ظاهرة الهجرة الغير شرعية “الحرقة” التي تنهش شباب تونس وشمال افريقيا، لتقدم صورة لمعاناة الأسر التي تفقد أبنائها ولا جثث تصلهم لدفنها.
ومن تونس كذلك فيلم “قنطرة:” للمخرج التونسي وليد مطر، والذي يروي قصة الشباب المهووس بالغنى السريع حتى لو كلفهم الأمر المتاجرة بالمخدرات التي وجدوها صدفة وهم بصدد تصوير كليب لاحد الشباب .
وواتسم الفيلم بالواقعية، و اختياره للقنطرة للتدليل عن الفوارق الاجتماعية الفاصلة بين المناطق الراقية بتونس العاصمة ورادس التي لا تبعد كثيراً عن العاصمة،
ولا يمكنني السهو عن فيلم البحيرة الزرقاء: للمخرج المغربي داود ولاد السيد، برغم الرسائل السينمائية السياسية المثقل بها الفيلم، يواصل ولاد السيد في اشباع نهمنا السينمائي من خلال الكاميرا الثابته واللقطات البانورامية الكريمة والجميلة جداً وحواراته وحبكة السيناريو قصة الطفل الضرير مع جده، ونتتبع معهما اكتشاف حيثيات اسطورة البحيرة الزرقاء.
ولا يمككني ايضا التغافل عن الفلم “ابو زعبل ” الذي علق في ذاكرتي فقد حرك في المشاهد الروح النقدية من خلال طريقة ذكية اعتمدها المخرج وبعد غب طرح المواضيع ،خلال مشاهدتي للفيلم توقعت أنه سيكون من بين المتوجين ولم تخب نظرتي فقد حصد 4 جوائز عن جدارة…فلم ابوزعبل ياخذ المشاهد الى عالم خاص بطرح ذكي.
ويعود بي الحنين للافلام القديمة فعملية الترميم للافلام القديمة من بين أنجح المشارع للمهرجان بل يمكن أن اصفها بالانجح فالمحافظ على ارث تاريخي مصري وعربي من انبل المشاريع الرائدة .
وكذلك من بين الافلام التي شدتني الفلم السوداني “مدانية” الذي يستعرض” يوميات وأحلام ثلاثة مواطنين سودانيين من خلفيات ثقافية واجتماعية متباينة، آمنوا بالحراك الشعبي من أجل مدنية الدولة وشاركوا في التظاهرات والاعتصام أمام مقر القيادة العامة للجيش الذي فض بالقوة، وكان الفن الأداة الرئيسة في تفاعلهم مع تطورات الأحداث العنيفة والدامية أحياناً في الشارع سواء بالغناء أو الرسم على الجدران.
ومن بين الافلام التي لم تمر مرور الكرام ايضا وبقيت عالقة في ذاكرتي الفيلم اللبناني “موندوف” ينتمي لأعمال الدوكيو دراما تدور أحداثه حول ها قد بدأ الحصاد، لكن الجفاف غير العادي يتسبب في مشكلة مياه في القرية. تُقام مسرحية سنوية، وعنوان هذا العام هو “المغادرون”.
وشدني ايضا فلم “وين صرنا” للمخرجة درة الذي اعتبرته محاولة صادقة لدعم القضية الإنسانية الأهم بالوطن العربي ومحاكاة مأساة شعب لا يزال يعاني الويلات وقد يكون رسالة مهمة أرادت مخرجته توجيهها للعالم لجذب الدعم من خلال شاشة السينما .
«وين صرنا؟» يحكى عن «نادين»، شابة من غزة، وصلت إلى مصر بعد ثلاثة أشهر من الحرب، رفقة ابنتيها الرضيعتين، اللتين أنجبتهما قبل الحرب ببضعة أشهر بعد معاناة خمس سنوات، وتنتظر زوجها الذى لم يتمكن من الانضمام إليها إلا بعد شهرين.