هل يمكن للضّرر أن يكون ناعما؟ من له الحق في تقييم شدة ما نشعر به؟ ويتوفر لبعض الأشخاص قدرة مميّزة على تحمّل مصاعب الحياة، هذا ماتناولته هاجر عبد الكافي قصة متقاطعة تحت عنوان ” الأضرار الناعمة”، صدرت أخيرا عن دار ليدرز للنشر.
وغاصت المؤلفة من خلال شخصيات قصتها الأربع: أنياس وريمي ونائل وليلي في المشاعر المختلفة والعقبات والتحديات النفسية التي تواجهنا كأفراد اذ تقع أنياس وتنهض عدة مرات وتحاول السعي والترقي رغم اختبارات الحياة، وذلك بفضل المحيط العطُوف التي خلقته لنفسها، بينما يظلّ ريمي، رغم رغبته الواضحة لإنقاذ علاقته الزوجيّة، أسيرًا للماضي. أما نائل، وهو نجار شغوف فقد حقّق ذاته من خلال عمله المكثّف وتعلّقه بالقيم النبيلة التي يحاول زرعها في ابنته، بينما تكتشف ليلي، الطبيبة المميّزة، هشاشتها على الرغم ممّا تبديه من صلابة الظاهرة.
في هذه القصة المتقاطعة، لا توجد أجوبة لكل التساؤلات، بل هنالك احتمالات، وتترك المؤلفة الحريّة مسلّمة للقارئ للتأمل، والإدراك بما يعتقد.
بعض الأضرار المذكورة لا يمكن إنكارها، والبعض الآخر قابل للنقاش. وإذا وصفتها هاجر عبد الكافي بالنّاعمة، فهل هي مقبولة في أعيننا وأعين العالم؟ تقول المؤلفة في تقديمها للقصة أنّ الألم مشروع بمجرّد أنّنا نشعر به، بغض النظر عن مصدر الضّرر. فهل من منفذ غير أن ندمجه، وأن نتعامل معه، ويا حبذا أن نشفى منه إذا تحلينا بالشجاعة؟
الأضرار الناعمة
لهاجر عبدالكافي