انطلقت، اليوم الخميس بتونس بمقر المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الالكسو)، أشغال مؤتمر دولي بعنوان “اللسان العربي وحوارية الجوار اللغوي”، ينتظم على مدى 3 أيّام، ببادرة من جمعية “منتدى قرطاج”، وبمشاركة جامعيين وباحثين ومختصّين من تونس وعديد الدول العربية والأجنبية.
واقترح مختصون في اللغة العربية في مداخلاتهم، خلال هذا المؤتمر الدولي، جملة من الآليات لتحقيق المصالحة بين اللغة العربية ومستخدميها بهدف استعادة هذه اللغة لمكانتها التاريخية والعلمية والعالمية، منبهين الى تراجع مردود المتعلّمين والمستخدمين في حذق اللغة العربية كتابيا وشفاهيا.
ودعوا إلى ضرورة استنباط آليات جديدة للتحفيز على المطالعة والعودة إلى الاختبارات الشفوية في الامتحانات والمناظرات للتحقق من امتلاك الفرد للأداة التعبيرية ومستوى الخبرة الفكرية، والحث على تعزيز استعمال هذه اللغة في المجال المهني من كتابة التقارير والمراسلات والإعلانات والأخبار.
وشدّد الأستاذ المختص في اللغة والآداب والحضارة العربية بجامعة تونس كلية العلوم الانسانية والاجتماعية 9 أفريل لطفي دبيش، على أهمية تليين قواعد اللغة العربية وتيسير استخداماتها وجعلها مواكبة للعصر عبر التخلص من العقلية التي ترى أن اللغة العربية هي مجموعة قواعد يجب الالتزام بها وكل تطوير متعلق بها يعتبر مرفوضا بل خطأ فادحا.
ودعا الى تطوير اللغة العربية عبر الانفتاح على الألسن الاخرى، مؤكدا اه من الضروري عدم تدريسها كلغة أدبية فقط وإنما تدريسها تدريسا مواكبا لتطور تقنيات العلوم والاختصاصات.
واقترح أن يقع تدريس “عربية الاختصاص” من خلال تشابك جهود فرق مختصة في مختلف مجالات العلوم حتى تكون هناك عربية مختصة في التقنية والقانون والطب والصيدلة والكمياء….
ومن جانبه اعتبر أمين عام المجامع العلمية واللغوية الرسمية بالبلدان العربية عبد الحميد مدكور ان العلماء العرب المعاصرين “أطباء اللغة العربية”، داعيا الى مضاعفة مجهوداتهم لإحياء اللغة العربية والسعي نحو تقدمها.
وقال ان استعادة اللغة العربية لرونقها لن يتحقق إلا عبر التقدم العلمي الذي يجب إن يعيشه العالم العربي، خاصة وأن العلماء عادة ما يقدمون اختراعاتهم واكتشافاتهم بلغتهم الأم.
ومن جهته أفاد مدير عام التفقدية العامة لبيداغوجيا التربية بوزارة التربية خميس بوعلي أن اشكالية تقهقر مستوى التلاميذ في اللغات لا يقتصر على تونس ولا على العالم العربي وإنما هي ظاهرة عالمية مرتبطة بالتطور السريع لتكنولوجيات الاتصال وخاصة شبكات التواصل الاجتماعي التي تعتمد أساسا على الصورة والفيديوهات والتواصل بلغة يغلب عليها اعتماد الرموز والاختزال والتحريف.
وشدد على أن وزارة التربية تعمل عبر التدخل ضمن مقاربات لتدريس اللغات على محاصرة إشكال تراجع مستويات التلاميذ في اللغات وخاصة منها اللغة العربية وإلى الحد من هذه الظاهرة وإيجاد حلول ملائمة لها.
وتجدر الاشارة الى أن هذا المؤتمر الدولي الذي يلتئم بالاشتراك مع “الألكسو” وجامعة تونس ومركز الدراسات والبحوث الاقتصادية والاجتماعية، وبدعم من مؤسسة تونس للتنمية سجل مشاركة 27 أستاذا باحثا من الجامعات التونسية و16 أستاذا وباحثا من جامعات جزائرية ومغربية وفرنسية وايطالية وصربية و10 خبراء في اللغة العربية ومتفقدين في التعليم الابتدائي والاعدادي والثانوي وعدد من طلبة الدكتوراه.