تحوّل رئيس الجمهورية قيس سعيّد ليلة البارحة إلى مستودع شركة نقل تونس بباب سعدون حيث قام بجولة تفقدية، مستنكرا وجود حافلات في وضعية مهملة بالكامل، مقابل معاناة يومية للمواطن مع وسائل النقل، داعيا إلى وضع حدّ لهذا الاهمال خلال الأيام القادمة.
وطلب رئيس الدولة من وزير النقل الذي تحوّل بدوره على عين المكان، ضرورة إنهاء المعاناة اليومية للمواطن مع وسائل النقل والتخلي عن الاتفاقيات التي تنطلب الكثير من الوقت والتدخل بشكل عاجل للقضاء على مظاهر الاهمال التي تبدو عليها مستودعات النقل في العاصمة والجهات.
وقال سعيّد: ”ملايين الدينارات ملقاة على الأرض في شكل خردة..ونحن نبحث عن من يقرضنا لتمويل الميزانية .. هذا الوضع يجب أن ينتهي ولابد من ايجاد حلول عاجلة حتى يتمكن التلميذ والعامل من التنقل في ظروف تحترم كرامته ”.وتابع: ”النقل حقّ من حقوق المواطن لكنه يعاني يوميا من الانتظار الذي يطول يوميا لساعات طويلة.. ويجب اعادة كل الخطوط التي وقع الغاؤها”.
كما دعا رئيس الدولة إلة تنظيم قطاع ”النقل الجماعي”، معتبرا أنّ طريقة عمله حاليا غير مقبولة وفيها إهانة لكرامة الانسان وتغيب فيها أساليب اللأمان.
وتوجّه رئيس الجمهورية لوزير النقل قائلا: ”الاجراءات لا تحكم في ارادة الشعب التونسي الاجراءات يجب ان تكون في خدمة الشعب التونسي.. والمواطن لن يركب الدستور ويتنقل به ”
وأكّد قيس سعيد أنّ كل الأعذار لتبرير الوضع المزري لقطاع النقل في البلادغير مقبولة، أما بخصوص الحالة المالية المتردية لشركة نقل تونس، ”فهي نتيجة الفساد والسطو وسرقة قطع الغيار”، يقول رئيس الجمهورية.
”هم يريدون التفريط في المرفق العمومي للنقل واستيلاء على الملك العمومي للشعب” يقول قيس سعيد ويضيف: ”بعض اللوبيات تريد اضمحلال النقل العمومي من تونس”.
من جانبه، كشف وزير النقل أنّه تم اجراء اختبارات مع وزارة أملاك الدولة وأنه سيتم رفع كل الحافلات المعطلة في المستودع المذكور في إطار صفقة سيتم امضاؤها قريبا.
وأفاد الوزير بأنّ 30 بالمائة فقط من المواطنين يستعملون النقل العمومي بسبب تدني العرض وتردي الخدمات.
وتحدث الوزير عن خطة جديدة لتحسين جاهزية الأسطول وإعطاء دفع جديد للنقل العمومي، في إطار التأقلم مع الحالة المالية الصعبة للشركة.