أوصى وزير النقل، ربيع المجيدي، بتخصيص جزء من الاستثمارات في كل دفعة من الاقتناءات الجديدة للحافلات المكهربة والقيام بجرد الأسطول والمعدّات التي زال الانتفاع بها والحرص على إتمام الإجراءات المتعلّقة بالتفويت فيها طبقا للتراتيب الجاري بها العمل وبالتنسيق مع الهياكل المعنية.
ودعا وزير النقل، اثر زيارة تفقدية أداها، أمس الجمعة، إلى المركّب الفني التابع للشركة الوطنية للنقل بين المدن ببن عروس، الضاحية الجنوبية للعاصمة، الى إعداد دليل إجراءات يتولى تنظيم العمل داخل المركّب وضبط كل قواعد سلامة استغلال الفضاءات التابعة له ومتابعة تطبيقها الفعلي إضافة الى وضع آليات المراقبة اللازمة والتدخل العاجل عند الطوارئ، وفق ما ورد في بلاغ نشرته وزارة النقل، السبت.
كما أوصى بوضع ميثاق للصحة والأمن والسلامة والبيئة وتعيين مسؤول تعهد له مهمة متابعته مع ايلاء مزيد من العناية بالفضاءات التابعة للمركز الفني ببن عروس والمتاخمة لها، والعمل على تهيئتها وحسن التصرّف فيها طبقا لميثاق الصحة والسلامة والأمن والبيئة بما يوفّر ظروفا ملائمة للعمل ولإيداع الحافلات ولربوضها، بما فيها الحافلات غير المستغلة أو في طور الصيانة الكبرى الى جانب حماية موقع أشغال التهيئة الجارية بهذا المركّب
ودعا، كذلك، الى تطوير موارد الشركة وتنويعها من خلال الاستثمار في الفضاءات والعقارات التابعة للشركة وجعلها فضاءات حياة وكذلك من خلال تنويع خدماتها خلال السفرات والاستفادة من التجارب الناجحة في المجال.
وتحدث الوزير في نفس السياق، عن ضرورة مزيد العناية بعنصري السلامة والوقاية والنظافة من خلال القيام بحملات في الغرض وتكثيف التوعية بضرورة الحفاظ على المرفق العام وإذكاء روح الانتماء من خلال مضاعفة الجهد للمحافظة على المكاسب اللوجستية الحالية في انتظار تجسيم المشاريع الاستثمارية.
وابرز، كذلك، اهمية مزيد النهوض بالموارد البشرية وتطوير أدائها من خلال تكثيف دورات التكوين والرسكلة وتثمين الخبرات والتجارب من خلال تركيز منظومة للتصرف وإدارة المعارف.
وقد تعرف الوزير لدى زيارته المركّب الفني التابع للشركة الوطنية للنقل بين المدن ببن عروس على سير العمل بمختلف المرافق التابعة له على غرار المستودع المركزي للحافلات وورشات الصيانة ومبنى الإدارة الفنية والمغازة المركزية والمركّب الطبي.
واكد المجيدي خلال جلسة العمل التي تلت هذه الزيارة، والتي جمعته بالرئيسة المديرة العامة للشركة الوطنية للنقل بين المدن وثلة من مسؤولي وإطارات الشركة وأعوان المركّب الفني ببن عروس وحضور رئيس ديوانه، ضرورة مضاعفة الجهد لضمان استمرارية هذا المرفق العام، بالتوازي مع برنامج إعادة الهيكلة وما يتضمّنه من إصلاحات كبرى على المدى المتوسط والبعيد.
وأشار، أيضا، الى ضرورة اعتماد آليات عمل مجدّدة تقطع مع الأساليب البالية في التصرف والتسيير وتمكّن من إدخال تحسينات عاجلة على تنقل المواطن وتدارك النقائص التي تم رصدها خلال هذه الزيارة.
ولفت وزير النقل في هذا الصدد، إلى الرهانات التي تقوم عليها الرؤية الاستراتيجية لقطاع النقل واللوجستية في أفق 2040 ، والتي يتوجّب على الشركة الوطنية للنقل بين المدن كسبها من خلال الإصلاحات، من ذلك الرهانات الطاقية والإيكولوجية والرقمية طبقا للمقتضيات الوطنية والدولية.
وكان رئيس الجمهورية، قيس سعيد، تحول فجر اليوم السبت، الى إقليم شركة نقل تونس بباب سعدون الذي اعتبر انه بات مستودعا « للخردة » وليس مستودع حافلات مضيفا انه « من غير المقبول اهمال مقدرات الشعب بهذا الشكل » داعيا الى التسريع في التخلص من « الخردة » المتأتية من الحافلات التي يستمر تكديسها لسنوات ».
وشدّد رئيس الدولة على ضرورة إنهاء المعاناة اليومية للتونسيين في التنقل إلى مواطن عملهم ومقاعد الدراسة وقضاء شؤونهم باستعادة خطوط الحافلات، التّي تم إلغاؤها على مستوى تونس الكبرى.
كما شدّد سعيد على عدم التفريط في المرفق العمومي للنقل، الذي يعدا حق كلّ مواطن، مؤكدا ضرورة أن يكون هناك تكامل بين الحافلة والمترو والنقل الجماعي الخاص والتاكسي في كنف الاحترام الكامل للذات البشريّة.
وأضاف بقوله : »لا يمكن أن يوجد أي تبرير لاستمرار هذا الإهمال، وجدت القوانين والإجراءات خدمة للصالح العام وليس لحماية مصالح لوبيات تودّ أن ينتفي النقل العمومي من البلاد ».
وات