صوّت مجلس الأمن الدولي الأربعاء للمرة الأولى لتفعيل هدنة في قطاع غزة منذ اندلاع الحرب بين الكيان الصهيوني وحركة حماس.
ويدعو القرار الذي لقي معارضة شديدة في المجلس من حلفاء دولة الإحتلال الغربيين إلى هدنات وممرّات إنسانية في قطاع غزة لكن من غير المتوقع ان تلتزم إسرائيل بمثل هذه القرارات بسبب تجارب سابقة.
والقرار الذي صاغته مالطا وتمّ تبنيه بأغلبية 12 صوتاً “يدعو إلى هدنات وممرات إنسانية واسعة النطاق وعاجلة لعدد كاف من الأيام” لتقديم المساعدات الإنسانية للمدنيين في غزة.وتثير هذه الصياغة سؤالاً حول عدد الأيام التي تعتبر “كافية”.
ودعت مسودة سابقة من النصّ إلى وقف أولي لمدة خمسة أيام متتالية في غضون أربع وعشرين ساعة من تبنّي القرار.
وعلّق المتحدّث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك قائلاً إن هذه المدة “يجب أن تكون طويلة بما يكفي للسماح بتعبئة الموارد – بمجرد أن يكون لدينا ما يكفي من الوقود – لتزويد السكان بما يحتاجون إليه”، من دون الخوض في التفاصيل.
وقرارات مجلس الأمن ملزمة، لكنّ ذلك لا يمنع بعض الدول من تجاهلها خاصة الكيان المحتل الذي كان له سوابق في هذا المجال.
ويطالب مشروع القرار الذي يؤكّد على وضع الأطفال في كلّ فقرة تقريباً، “جميع الأطراف باحترام التزاماتها بموجب القانون الدولي، وخصوصاً فيما يتعلق بحماية المدنيين، ولا سيما الأطفال”.
كما يدعو القرار إلى “الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن الذين تحتجزهم حماس وفصائل أخرى، وخصوصا الأطفال”.
وانتقدت دولة الإحتلال اليوم الخميس محاولات الأمم المتحدة للموازنة بين الانتقادات بشأن الانتهاكات التي ارتكبتها وحركة حماس في الحرب الدائرة بينهما، مشددة على أن القانون الدولي ليس “ميثاقا انتحاريا”.
وبدأ مجلس الأمن، بدفع من الأعضاء العشرة غير الدائمين، مفاوضات جديدة تعثرت على خلفية كيفية الدعوة إلى وقف الحرب، بين “وقف إطلاق نار إنساني” أو “فترات توقف” (هدنات).
وذكرت مصادر دبلوماسية أنّ الولايات المتحدة تعارض خصوصاً أي إشارة إلى وقف لإطلاق النار.
وأثمرت المفاوضات بشأن نص مالطا أخيرا، ووصفته سفيرة الجزيرة المتوسطية فانيسا فرايزر بأنّه نصّ “متوازن وعملي للاستجابة لجزء من الأزمة الحالية، والاحتياجات الفورية للأطفال المتضررين”.
لكنّ السفير الفلسطيني رياض منصور قال “كان يفترض بمجلس الأمن أن يدعو إلى وقف لإطلاق النار منذ فترة طويلة، وكان يفترض أن يدعو إلى وقف لإطلاق النار الآن”.
أمّا السفير الصيني تشانغ جون فاعتبر أن النص يمثل “الحدّ الأدنى” وهو “خطوة أولى نحو وقف لإطلاق النار”.
*العرب