بعد 9 أيام على الكارثة، ترك الليبيون وحدهم لمتابعة البحث عن جثث أحبائهم في مدينة درنة التي نكبت جراء الفيضانات والسيول التي جرفت الأخضر واليابس في الشرق الليبي، مخلفة آلاف القتلى والمفقودين.
ونقلت “العربية “عن مصادر قولها أنه خلال الساعات القادمة، ستعلن جميع فرق الإغاثة الدولية انسحابها من البلاد، وسط هول المصيبة وعدم القدرة على استكمال التعامل مع الكارثة.
فالشرق الليبي يحتاج إلى خبرات أكبر بعد وأجهزة تقنية حديثة لا تمتلكها تلك الفرق، من أجل انتشال الجثث العالقة في عمق البحر وتحت الأنقاض على اليابسة.
وقد عبر أهالي درنة منذ أمس الاثنين، عن مخاوفهم من انسحاب الفرق الدولية.
وكانت عدة فرق عربية وأجنبية (من الجزائر وتونس ومصر وتركيا والإمارات وإسبانيا وإيطاليا ومالطا والأردن وفلسطين وروسيا) دخلت صباح الثالث عشر من الشهر الجاري إلى درنة لنجدة المنكوبين من العاصفة دانيال، التي ضربت المدينة محولة ثلثها إلى أثر بعد عين، وجارفة أحياء برمتها إلى البحر الأبيض المتوسط.
إلا أن عملهم على الأرض واجه صعوبات جمة، لاسيما أن بعض الأبنية سويت تماما بالأرض، وبالتالي تحتاج عمليات انتشال الجثث إلى مهندسين دوليين من أجل جرف الأرض وتسهيل المسارات وفتح الطرق للبحث عن المفقودين.
وبالتزامن مع انسحاب فرق الإغاثة الدولية يتوقع أن يغادر اليوم أيضا الصحافيون المتواجدون في درنة وجميع وسائل الإعلام الخارجي.
يشار إلى أنه حتى الساعة لم تعلن السلطات في الشرق الليبي رسميا عن عدد القتلى النهائي، لاسيما أن الآلاف ما زالوا في عداد المفقودين، لاسيما في درنة التي دفعت الفاتورة الدموية الأعلى في العاشر من الشهر الجاري، عندما اجتاحتها الفيضانات.
وقد أدت كثافة تلك السيول إلى تفجر سد وادي درنة الأعلى وسد أبو منصور السفلي، ما فاقم الكارثة ورفع عدد القتلى، خصوصا أن السلطات المحلية كانت حثت السكان على عدم الخروج من المنازل ليل العاشر من سبتمبر، فتفاجأت مئات العائلات بالمياه تدخل المنازل وتجرف كل ما اعترض طريقها، مخلفة مشهدًا يذكّر بساحة حرب طاحنة.
ومنذ ذلك الحين تصاعدت الأصوات المطالبة بمحاسبة المسؤولين عن تلك الفاجعة، وإهمال صيانة السدين، خصوصاً أن خبراء حذروا قبل ذلك من تداعيهما.