ايام قليلة بعد تأكيده قرب اعلان تونس التطبيع مع اسرائيل ، اصدر رئيس حزب حركة البناء الوطني الجزائري ” بلاغا توشيحيا” حول مزاعمه تلك التي شملت تونس وموريتانيا. توضيحات يبدو انها جاءت بـ” تعليمات” بسبب الجدل الذي احدثه في البلدين وقد تكون من بين اسباب ايفاد رئيس الجمهورية قيس سعيد وزير الخارجية نبيل عمار الى الجزائر مبعوثا خاصا حاملا رسالة الى الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون.
توضيحات رئيس الحزب الاسلامي الجزائري اثارت بدورها الجدل لما تضمنت من عبارات مستفزّة على غرار تشديده على ان تاكيده على اقتراب تطبيع تونس مع اسرائيل كان من باب “الاشفاق” .
وجاء في بلاغ توضيحي نشره الحزب على صفحته الرسمية مساء يوم امس الاربعاء 16 اوت 2023 “الدافع لتصريحنا هو شعورنا بواجب النصح لأشقائنا من جهة وقبول النصح منهم من جهة أخرى خاصة عندما يتعلق الامر بقضايا تمس باستقرار المنطقة ككل. وهو نفس الإشفاق والتخوف الذي أبديناه بخصوص الشقيقة تونس خاصة بعد رصدنا تصريحات من قيادات نقابية وشخصيات مقيمة في تونس تتكلم عن تنامي أنواع من التطبيع”. وتابع “الدافع لتصريحنا كذلك هو الإشفاق على الشقيقة تونس حتى لا تقع تحت طائلة ابتزاز بعض الجهات التي لا تريد الخير للأمة العربية عموما ومنطقتنا المغاربية خصوصا، مستغلة بكل أسف أوضاع عدد من أقطارنا لمحاولة الدفع بها نحو خيارات تتنافى مع خيارات شعوبها وخيارت بعض الأنظمة. ورغم تثميننا الكبير تصريحات سابقة للرئيس قيس سعيد رافضة للتطبيع، فإننا نؤكد أن بعض التحركات المريبة لهذه الكيانات الوظيفية جعلت من حقنا أن نبدي مخاوفنا منها خاصة حين تتزامن هذه التحركات مع توتير كل المنطقة في المغرب العربي وآخرها الاقتتال الذي إندلع في ليبيا الحبيبة في هذين اليومين والذي يدعم هدف إشاعة الفوضى والفلتان لمصلحة قوى الشر في المنطقة”.
وأضاف” حاول إعلام هذا الكيان الوظيفي النفخ لمحاولة تسميم العلاقة بين الجزائر وتونس، تلك العلاقة التي لا يمكن بأي حال من الأحوال المساس بها لأنها علاقة ارتبطت بتاريخ ومصير مشترك ودماء ممتزجة في ساقية سيدي يوسف و غيرها”.
وكان عبد القادر بن قرينة رئيس حزب حركة البناء الوطني الجزائري قد قال ان تونس مقبلة على التطبيع مع اسرائيل مؤكدا ان ذلك سيتم قريبا جدا مشيرا الى ان زيارات تمت مؤخرا الى تونس وصفها بالمشؤومة وقال انها من اجل شراء تطبيع تونس.
وقال بن قرينة في فيديو نشرته وسائل اعلام جزائرية يوم الاحد 13 اوت في معرض حديثه عن الجزائر كاحد محاورالامن القومي العربي ” اتمنى ان تكون اعين الدولة الجزائرية مفتوحة وهي كذلك بعد الزيارات المشؤومة لتونس مؤخرا من أجل شراء تطبيع تونس وقد يكون قريبا وقريبا جدا واعني ما اقول ..”
واضاف “حينها تكون كل الحدود الجزائرية قد اصبحت في حالة تلغيم وفي حالة استهداف ولا امن ولا استقرار … بهذا المنظار ننظر الى ما حدث في ساحة النيجر .. .الدولة الجزائرية التي اصبحت قائدة في منطقتها لا تقبل بان تمس او يحدث قرار داخل المنطقة دون استشارتها..وتتذكرون جيدا كيف ان الجزائر ارادت في مناسبتين تقديم مرشحها صبري بوقادوم ممثلا للامين العام للامم المتحدة في ليبيا … دولة عربية هي التي تعترض وتتذكرون خلال الحراك الجزائري كيف ان نفس الدولة الخليجية ارادت شراء قاعدة عسكرية في النيجر لتوظفها للصهاينة وتدخلت الجزائر وتخلت النيجر عن ذلك وتتذكرون انها ارادت ايضا شراء قاعدة عسكرية او مطار عسكري في موريتانيا لنفس الغرض …”
واعتبر بن قرينة ان العالم يعيش اعادة تشكّل وانه يجب ان يسبق اي تشكّل فوضى ونبّه الى ان الجزائر اصبحت محاطة بالكيان الصهيوني من كل مكان داعيا الجبهة الداخلية الى التوحد مستغربا من عدم انتباه من اسماهم بالنخب السياسية لهذه المسألة.