قامت مؤسسة تونس للتنمية ممثلة في رئيسها السيد بدر الدين والي ومؤسسة الاستثمار في التشغيل ممثلة في مديرتها العامة السيدة ” Anke Afflerbach ” بالإمضاء على اتفاقية منحة بمبلغ 4.9 مليون يورو لتنفيذ مشروع ” إلييف ” (Elife) بكل من توزر وسيدي بوزيد و القيروان .
وسيسمح هذا المشروع بإنشاء وتنشيط 3 مراكز ” إلييف ” جديدة في مناطق من الوسط والجنوب التونسي. وتأتي هذه المراكز كإضافة إلى المراكز التكنولوجية الأربعة التي تعمل منذ مدة (سليانة – باجة – الكاف – جربة) وستتيح مع نهاية السنوات الثلاث الموالية لتأسيسها خلق أكثر من 1300 موطن شعل.
وتعتبر نسبة البطالة بين الشباب مرتفعة بشكل خاص في تونس. ويمثل الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و 29 عاما 21.3٪ من السكان سنة 2020 وهذا يعني أن واحدا من كل ثلاثة تونسيين في سن العمل عاطل عن العمل . وفي عام 2018 تم إحصاء حوالي 57٪ من العاطلين عن العمل تقل أعمارهم عن 30 عاما وأكثر من 75٪ من العاطلين عن العمل تقل أعمارهم عن 35 عاما.
وقد تفاقمت البطالة مع انتشار وباء ” كوفيد 19 ” وارتفعت من 15٪ قبل الوباء إلى 17.8٪ مع نهاية الثلاثي الأول من عام 2021. وتعتبر النساء والشباب أكثر الفئات تضررا من الظاهرة (15-24 سنة) حيث وصلت المعدلات إلى 24.9٪ و 40.8٪ على التوالى.
ويزداد معدل البطالة مع مستوى التأهيل. وبالتالي فإن 27٪ من خريجي التعليم العالي عاطلون عن العمل. ومع ذلك فإن العاطلين عن العمل دون مؤهلات أو من ذوي المؤهلات المتوسطة يظلون الأكثر تمثيلا على مستوى العالم من حيث القيمة المطلقة (58٪ من جملة 626.600 عاطل عن العمل).
وفي هذا السياق نجد أن مناطق الجنوب والشمال الغربي والوسط هي الأكثر معاناة من البطالة بنسبة تتجاوز 27٪. و يستهدف مشروع ” إلييف ” الولايات العشر الأكثر حرمانا في مناطق الشمال الغربي والوسط والجنوب.
وسيحثّ فتح المراكز الأربعة ( 3 في الشمال الغربي ومركز في جربة ) مؤسسة الاستثمار في التشغيل على التوجّه إلى المناطق التي لا تشملها التغطية إلى حدّ الآن خاصة مناطق الوسط ( سيدي بوزيد والقيروان ) والوسط الغربي ( توزر).
ويعمل معظم الشباب في القيروان في مجالات الفلاحة والسياحة والحرف اليدوية . لكن هذه القطاعات ليست متطورة بما يكفي لتقدّم لهم مواطن شغل مستقرة وذات أجر جيّد. وبالإضافة إلى ذلك لا يجد العديد من الخريجين الشباب العمل الذي يتوافق مع تكوينهم. ويعتبر معدل بطالة الشباب في المنطقة مرتفعا للغاية حيث يتجاوز 32٪ حسب بعض المصادر. ( المعهد الوطني للإحصاء INS ).
وفي منطقة سيدي بوزيد فإن معدل بطالة الشباب أعلى من ذلك حيث وصل إلى قرابة 48٪. كما تعاني المنطقة من نقص في التنوع الاقتصادي مع اعتماد كبير على الفلاحة. ويجد الخريجون الشباب صعوبات كبرى في العثور على مواطن شغل في مجالاتهم ويضطر الكثير منهم للعمل في وظائف محفوفة بالمخاطر ومنخفضة الأجر.
وأما في منطقة توزر فيبلغ معدل البطالة 24.8٪ ويعتبر قطاع السياحة هو المشغل الرئيسي للشباب لكنه يتأثر بشدة بالموسمية وكذلك بوباء كورونا . ويواجه الخريجون الشباب أيضا صعوبات كبيرة في العثور على عمل في مجالاتهم . وهناك نقص في فرص العمل في القطاعات الأخرى.
ويهدف مشروع ” إلييف ” (توزر – سيدي بوزيد – القيروان) الذي تنفذه مؤسسة تونس للتنمية بالشراكة مع شركة ” la Facilité Investissement pour l’emploi ” إلى تسهيل انتداب الشباب العاطلين خاصة في الولايات ذات معدلات البطالة المرتفعة من خلال توفير دورة تدريبية مبتكرة تتماشى مع احتياجات القطاع من أجل تعزيز قابليتهم للتشغيل ومساعدتهم على الاندماج الاقتصادي والاجتماعي.
وبعد دورة التكوين ستكون تلك المراكز أماكن للثقافة والتبادلات وسهولة الوصول إلى التكنولوجيات الجديدة.
ومنذ افتتاح أول مركز ” إليف ” في سليانة في 24 جوان 2019 تمكن أكثر من 25000 شخص من الاستفادة من مختلف الخدمات المقدمة على غرار التكوين في المهن الرقمية وفي الصناعة و مرافقة ريادة الأعمال أو كذلك الوصول إلى التظاهرات الثقافية والتحديات العلمية.
وستمول شركة الاستثمار من أجل التشغيل (La Facilité investissement pour l’emploi ) حوالي 4.9 مليون يورو في شكل منحة لبناء 3 مراكز ” إيليف ” جديدة في ولايات توزر وسيدي بوزيد والقيروان.
وللإشارة فإن شركة ” La Facilité Investissements pour l’emploi ” هي آليّة استثمار أنشأها بنك التنمية الألماني KfW في إطار المبادرة الخاصة ” العمل اللائق من أجل الانتقال العادل” للوزارة الفيدرالية الألمانية للتعاون الاقتصادي والتنمية (BMZ).