دعا رئيس الجمهورية، قيس سعيّد، المنظّمة الأممية للأغذية والزراعة “فاو”، لفرض تكوين مخزون استراتيجي من الحبوب للجوء إليه عند الحاجة، وضمان مقومات الحياة وحتى لا يكون الغذاء سلاحا يفتك بالبشر.
وأبرز رئيس الدولة في كلمة ألقاها في الجلسة الافتتاحية لقمة النظم الغذائية بروما، أنّه وحسب آخر إحصائية للمنظمة الأممية فإنّه من المتوقع أن يرتفع إنتاج الحبوب ليبلغ مستوى غير مسبوق، متسائلا حول أسباب انتشار المجاعة في حين أنّ الحبوب متوفرة.
وبيّن سعيد، أنّه وبالاستناد إلى عديد الدراسات فإنّ كميات الحبوب التي تم تخزينها اكثر من بكثير من القموح المعروضة للبيع في الأسواق ليتابع قائلا: “هل الحبوب غذاء ام سلاح؟ يبدو انها تحولت الي سلاح وهذا السلاح أضر خاصة بالدول التي مازالت توصف بانها نامية بعد اكثر من سبعين او ثمانين سنة من الاستقلال”.
وأردف “قد يبرر ذلك بالحرب في أوكرانيا واتمنى ان تتوقف المعارك الان، فهذه البلاد تاتي في ترتيب الدول المنتجة للحبوب، التاسعة عالميا ولو توقفت المعارك الآن وتم فتح الممر في البحر الاسود هل سيتغير شيئ”.
وأضاف رئيس الدولة أن العالم يشهد عديد التقلبات من جائحة كورونا التي هزته والتدفقات غير المسبوقة لإعداد كبيرة من اللاجئين وانحباس لأمطار وارتفاع درجات الحرارة.
وأكّد أنّ العالم في حالة مخاض والإنسانية تنتظر وليدا جديدا لا تريده وليدا ميتا ولا وليدا مشوها بل تريده وليدا مقبلا على الحياة في ظل والدين يتقاسمان كل شيء حتى إن كان أحدهما من الشمال والاخر من الجنوب.
كما تطرّق سعيد إلى التغيّرات المناخية وأبرز أنّ اغلب دول العالم تعيش تقلبات مناخية ادت الي أزمة مياه غير مسبوقة نتيجة للانحباس الحراري الذي لم تتسبب فيه الشعوب الفقيرة.
وأوضح ” تنبعث الغازات السامة وتصل بلداننا، هذه الغازات لم نكن من أسبابها، وأكثر من ذلك عديدة هي المؤسسات الصناعية في عديد الدول النامية وكأنّ شعوب هذه الدول من جنس اخر غير جنس البشر… فانتشرت الأمراض الفتاكة التي لوثت الماء والهواء”.
وانتقد رئيس الجمهورية البطء في اتخاذ الإجراءات الكفيلة بالحد من هذه الظاهرة بقوله: “ستتحدثون في إطار اللجان المتخصصة ضمن المنظمة من الطاقات البديلة وتحلية مياه البحر ولكننا الان ونحن في هذا الاجتماع هناك حرائق نشبت في كل مكان كما في تونس الان”
وشدّد على أنّ العالم في أمس الحاجة الي فكر جديد وتصورات جديدة في انتظار عصر جديد.
ومن المتوقّع أن يسجّل الإنتاج العالمي للحبوب مستوىً قياسيًا في الفترة 2024/2023، وفقًا لآخر نسخة من “موجز منظمة الأغذية والزراعة عن إمدادات الحبوب والطلب عليها” الذي صدر يوم 7 جويلية 2023
ورفعت منظمة “فاو”، توقعاتها بالنسبة إلى الإنتاج العالمي من الحبوب لعام 2023 إلى 819 2 مليون طن، بما يشير إلى زيادة بنسبة 1.1 في المائة عن العام الماضي.
كما رفعت المنظمة توقعاتها بشأن مخزونات الحبوب العالمية في نهاية مواسم الفترة 2024/2023 لتصل إلى 878 مليون طن، أي أعلى بنسبة 2.3 في المائة تقريبًا مّما كانت عليه خلال الموسم السابق. وعند هذا المستوى، سيبقى المعدل العالمي لمخزونات الحبوب إلى استخدامها دون تغيير عند نسبة 30.6 في المائة، “بما يشير إلى إلى توقعات مريحة في الإمدادات في الموسم الجديد”.
وتشير آخر توقعات المنظمة في ما يهم التجارة العالمية بالحبوب في الفترة 2024/2023 إلى انكماش بنسبة 0.9 بالمائة عن مستواها في الفترة 2023/2022، حيث تشهد كميات القمح تراجعًا عن مستوياتها القياسية.