وأشارت توقّعات مصالح المندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية بجندوبة إلى أن الكمية المجمعة خلال الموسم الحالي ستكون في حدود 600 ألف قنطار بعد ان سجلت نسبة اجاحة فاقت 80 بالمائة، علما أنّ الكمية المجمعة بالجهة خلال الموسم المنقضي قد فاقت 1,9 مليون قنطار أي بفارق قد يصل الى 1,5 مليون قنطار مقارنة بالموسم الحالي، وفق ما أكده مصدر من المندوبية لوكالة تونس افريقيا للأنباء.
ولم يتعدّ معدل انتاج الهكتار الواحد لهذا الموسم 13 قنطارا في الهكتار في أفضل حالاته، مقارنة بمعدّل إنتاج يفوق 28 قنطارا في الهكتار الواحد خلال المواسم المنقضية وتجاوزه 70 قنطارا في الهكتار الواحد لدى بعض المنتجين. ومثلت معتمديات فرنانة وبلطة بوعوان وبشكل اقل بوسالم وجندوبة وهي المناطق التي تتواجد اما بالمرتفعات الغربية او بمناطق سهلية سقوية أكثر المناطق انتاجا للحبوب مقارنة ببقية المعتمديات الأخرى مثل غار الدماء ووادي مليز وجندوبة الشمالية وطبرقة.
من جانبهم، أعرب عدد من المنتجين عن مخاوفهم من سلم التعيير الذي ستعتمده مراكز التجميع لا سيما في ظلّ نوعية الحبوب المتضررة من الأمطار التي تهاطلت على الجهة خلال شهر ماي المنقضي. وطالب عدد كبير منهم في تصريحات متطابقة لوكالة تونس افريقيا للأنباء بضرورة تدخل وزارة الفلاحة وتفعيل صندوق الاجاحات والتعويض، حتى يتمكنوا من تسديد الديون العالقة بذممهم وتوفير بذور الموسم القادم، وقال بعضهم إن عشرات ومئات الهكتارات تم حرثها عوض حصادها وذلك بعد ان ضربها الجفاف بشكل كامل، داعين في ذات الوقت الى وضع خطة فاعلة وعملية للموسم القادم.
ومقارنة بالسنوات القليلة الماضية اختفت خلال هذا الموسم مظاهر الاكتظاظ امام مراكز التجميع، واختفت مظاهر الاجلاء عن طريق السكك الحديدية، وغابت الالة الحاصدة عن مناطق بأكملها بسبب الجفاف الذي ضرب مساحات شاسعة، كما لم تتعدّ الكمية المجمعة بكافة ولايات الجمهورية الى حد اليوم مليون وماتي الف قنطار وهو ما يمثل اقل بقليل من نصف الكمية المنتجة بولاية جندوبة خلال الموسم المنقضي تقريبا.