أطلقت الجمعية التونسية لمكافحة الأمراض المنقولة جنسيا و”السيدا” مؤخرا، دليلا يُسلط الضوء على الجنسانية والتربية والصحة الجنسية بعنوان “ايجا نحكيوا” في إطار برنامج “هنا والآن” الذي يسعى إلى تمكين الشباب من التمتع من حقوقهم الجنسية والإنجابية وتنمية معارفهم وقدراتهم في الثقافة الجنسية.
وبينت منسقة المشروع والمشاركة في مراجعة الدليل، صفاء بن إبراهيم، في حوار لوكالة تونس افريقيا للانباء، “أن هذا الدليل، الاول من نوعه في تونس، يطمح إلى كسر الصور النمطية حول الجنسانية والجسد وتوعية الشباب وبالخصوص المراهقين للتعرف أكثر على أجسادهم والتغيرات الهرمونية التي تطرأ عليها خلال فترة البلوغ بالإضافة إلى التعريف بالأمراض المنقولة جنسيا ووسائل الحماية وتحديد النسل بالنسبة لكافة الشرائح العمرية والفئات المستهدفة في هذا البرنامج.
وقد اختار القائمون والقائمات على إعداد هذا الدليل الشامل المتوفر في صيغة ورقية بالإضافة إلى نسخة رقمية على الصفحة الرسمية للجمعية على ال”انستغرام”، اعتماد اللهجة التونسية بطريقة مبسطة ومفهومة للجميع وكذلك اللغة الانجليزية لاستهداف أكبر عدد ممكن من الجمهور من المراهقين الذين “يميلون إلى قراءة واستعمال اللغة الانجليزية” أكثر من الفرنسية أو لغات أخرى، حسب المتحدثة.
وأشارت بن إبراهيم إلى الصعوبات التي واجهت الفريق خلال مرحلة إعداد هذه الوثيقة ومن أهمها تحديد واختيار المصطلحات المتعلقة بالثقافة الجنسية باللهجة التونسية التي مثل استعمالها” تحديا” خاصة وأن المصطلحات الخاصة بالأعضاء التناسلية في لهجتنا التونسية يتم تداولها ككلمات نابية.
ويعتمد الدليل على تسلسل في اختيار المواضيع المطروحة ينطلق من فترة البلوغ والتغيرات الحاصلة في جسد الأنثى والذكر مرورا بالتعريف بالأجهزة التناسلية والعلاقات الجنسية والحمل بالإضافة إلى التعرض إلى التعفنات المنقولة جنسيا ووسائل الحماية من أجل جنس آمن وتحديد النسل.
ولفتت منسقة المشروع في حديثها عن وسائل الحماية ومنع الحمل، إلى أن نسبة كبيرة من التونسيين يجهلون هذه الوسائل أو كيفية استعمالها، حسب ما لاحظته لدى عدد من المواطنين خلال الحملات التوعوية التي تنظمها الجمعية بعدد من الجهات بالجمهورية التونسية.
وفعلا فقد اكدت النتائج الأولية لدراسة حديثة أنجزتها مجموعة توحيده بن الشيخ واستهدفت الشباب ممن تتراوح أعمارهم بين 18 و29 سنة حول “اعادة صياغة القيم المتعلقة بالجنسانية والصحة الجنسية والانجابية والعلاقة بين الجنسين”، أن 45.8 بالمائة من الشباب لا يعرفون الواقي الذكري و 54.2 بالمائة منهم يجهلون حبوب منع الحمل.
ولم يقتصر الدليل على نصوص متفرقة للتوعية والتحسيس، إذ ينجذب المُتصفح بهذه الوثيقة منذ الوهلة الأولى إلى باقة الألوان المستعملة والصور التوضيحية التي تعكس “مدى اختلاف الأجساد وتنوعها وتُزعزع فكرة “الجسد المثالي” والمعايير النمطية المُحددة له”.
واعتبرت المخرجة الفنية ومصممة رسوم هذا الدليل ملاك الجربي في تصريح لـ(وات)، أن الهدف من إبراز الجسد في كل حالته وتنوعاته هو توعية المراهقين ومساعدتهم على الحصول على انطباع إيجابي عن أجسادهم خارج معايير الجمال الواهمة.
واستعملت المخرجة الفنية “ألوانا زاهية بكثافة تعكس الحس الأنثوي فيها” قصد جذب القراء للاطلاع على الدليل والإبحار في صفحاته بدون ملل، حسب تعبيرها.
وقالت ملاك إن عملية البحث التي سبقت هذا الإنجاز لم تكن سهلة خاصة وأنه لا توجد أعمال تُذكر شبيهة بهذا الدليل حول مسألة التربية الجنسية والجنسانية في تونس.
ولم تُخف سعادتها بمشاركتها في تنفيذ هذه الوثيقة ونشرها للعموم، مؤكدة أنه من الضروري أن يتوفر لدى المراهقين والشباب مثل هذه الوسائط المرئية حول هذه المواضيع التي لا تزال إلى يومنا هذا من المواضيع المسكوت عنها.
وأضافت أنه لا بد أيضا من العمل مع الأمهات والأباء قصد تحسيسهم بأهمية التربية الجنسية التي تُساهم في نشر الوعي وحماية الأبناء من التعرض إلى التحرش الجنسي.
ويشار أن برنامج “هنا والآن” يستهدف 4 فئات وهي كل من النساء والرجال المعرضون/ات للخطر بتعاطي المخدرات عن طريق الحقن وكذلك عاملي/ات الجنس بمقابل والمتعايشين/ات مع فيروس نقص المناعة البشري.
وات