أدان عدد من الأحزاب، في بيانات أصدرتها اليوم الأربعاء، حادثة إطلاق النّار التي جدّت مساء أمس الثلاثاء في محيط معبد الغريبة بجزيرة جربة (ولاية مدنين)، وأسفرت عن وفاة عوني أمن وزائرين واصابة أربعة أمنيين واربعة اشخاص آخرين.
فقد أكّدت حركة مشروع تونس إدانتها “بشكل مطلق” لهذه الحادثة التي ذهب ضحيتها عدد من الأمنين ومن زوّار المعبد، داعية إلى الإلتفاف حول مؤسسات الدولة والاتحاد الوطني ضدّ الإرهاب واقتلاعه بتوفير الشروط السياسية الملائمة وحماية فضاء الحريات وحكم القانون، ومحذّرة في الوقت ذاته ممّا وصفته بخطورة المرحلة.
أمّا حزب آفاق تونس، فقد عبّر عن إدانته الشديدة لهذه “الجريمة النكراء” التي إستهدفت “أحد رموز التسامح والثراء الحضاري لبلادنا”، داعيا كل مكوّنات الشعب التونسي إلى إعلاء قيم الوحدة الوطنية، والوقوف صفا واحدا في مواجهة الإرهاب والتطرّف والكراهية.
وبعد أن أشاد بالتدخل الأمني السريع للقضاء على العنصر المهاجم ولحماية الزوّار، دعا الحزب إلى فتح تحقيق فوري وشفّاف في ملابسات هذه العملية وتحديد المسؤوليات، إلى جانب العمل على إدارة الأزمة وطمأنة الرأي العام الوطني والدولي بخصوص توفّر مقوّمات الأمن والاستقرار في تونس بمناسبة الموسم السياحي الجديد.
كما أدانت حركة النهضة “بكلّ قوة” ما وصفته ب “الاعتداء الجبان”، مؤكّدة رفضها كلّ مظاهر وأشكال العنف والإرهاب والكراهية، وداعية إلى التعجيل بالأبحاث والتحقيقات اللاّزمة لكشف ملابسات هذه “الجريمة النكراء”.
وحثت على تعزيز قيم التعايش والتضامن لمواجهة كل ما يتهدد تونس وشعبها في هذه المرحلة الصعبة التي تمر بها، مشيدة بقوات الأمن “التي تصدت لهذا الاعتداء الغاشم والجبان” وقدمت من بين أبنائها الشهداء والجرحى في سبيل أمن وسلامة تونس وشعبها.
من جهته، أدان الحزب الجمهوري هذه العملية التي وصفها “بالغادرة” وتقدم بعبارات التقدير للقوات الأمنية هناك لنجاعتها وسرعة تدخلها في التصدي للمهاجم.
ودعا الحزب التونسيين الى الحد من الآثار السلبية لتلك العملية على صورة وسمعة تونس الخارجية، وكذلك الحكومة الى الإسراع بوضع استراتيجية اتصالية علمية في علاقة بالحادثة، للحد من انتشار الأخبار المضللة التي يمكن أن تزيد في تعميق الأزمة، وفق تقديره.
اما حزب المسار الديمقراطي الاجتماعي، فقد دعا رئيس الجمهورية الى إعلان الحداد ترحما على أرواح الضحايا الأبرياء، وتعبيرا عن وحدة الشعب “في مواجهة مظاهر الحقد والعنصرية والعنف”، مؤكدا ضرورة اليقظة التامة والتحري الكافي والتحلي بالصرامة في انتداب عناصر القوات المسلحة، مع مراجعة ما وصفها بـ “التعيينات المشبوهة”.
وطالبت “حركة تونس الى الامام” من ناحيتها، بـتسريع الكشف عن “العصابات الارهابية والإجرامية” التي قالت انها “اخترقت اجهزة الدولة وعملت على تفكيكها بانتهاج أساليب الاختراق التي شملت ميادين أخرى”.وانتقدت تعمد “وسائل الاعلام العربية والأجنبية تهويل الحدث” بهدف “إعطاء صورة غير حقيقية عن تونس”، مطالبة بتفعيل الدبلوماسية التّونسية من أجل توضيح حقيقة الوضع في تونس.
وأدانت حركة الشعب بشدة، أي عمل إرهابي يسعى الى ضرب استقرار البلاد، وتوجيه رسائل سلبية للداخل والخارج حول الأوضاع العامة في البلاد، وخاصة تلك المرتبطة بالقطاع السياحي، داعيا المؤسسة الامنية الى التحلي بمزيد اليقظة والحذر، خاصة وأن “خطر الارهاب لا يزال قائما بعد الاختراقات الأمنية الناتجة عن خيارات العشرية السابقة”، وفق تعبيرها.
كما عبر اعضاء المكتب السياسي لمسار 25 جويلية الوطني، عن استنكارهم لهذه العملية التي وصفوها “بالقذرة”، مؤكدين انها “تنم عن حقد دفين يهدف الى المس من مدنية الدولة وسيادتها”. ودعوا رئيس الدولة ووزير الداخلية الى ضرورة مراجعة الانتدابات الاخيرة “الملغومة” في كل الاسلاك الامنية والادارية طيلة العشرية السوداء”، على حد تعبيرهم.
يذكر أن وزارة الدّاخليّة، أفادت في بلاغ لها مساء أمس الثلاثاء، بأن عون أمن قام بإطلاق النار على زميله وحاول الوُصُول إلى مُحيط معبد الغريبة، وقام بإطلاق النار بصفة عشوائيّة على الوحدات الأمنيّة المتمركزة بالمكان، والتي تصدّت له ومنعته من الوصول إلى المعبد وأردته قتيلا.
وأسفر الاعتداء عن إصابة 6 أعوان أمن بإصابات ُتفاوتة الخطورة، توفّي أحدهم، كما توفّي اثنان من الزوّار هما تونسي (30 سنة) وفرنسي (42 سنة)، واصيب 4 أشخاص آخرين بجروح متفاوتة، تمّ نقلهم إلى المستشفى لتلقّي العلاج.كما اكد مصدر طبي بالمستشفى الجهوي بجربة اليوم الاربعاء (لوات) وفاة عون امن بالمستشفى بسبب اصابته البليغة.