أعلن مسؤولون بوزارة الصحة في غينيا الاستوائية تأكيد إصابة 13 شخصا بفيروس ماربورغ منذ بداية انتشاره في البلاد، وذلك بعدما حثّ المدير العام لمنظمة الصحة العالمية حكومة الدولة الواقعة بوسط إفريقيا على الإبلاغ عن الإصابات الجديدة بالفيروس رسمياً.
وذكرت منظمة الصحة العالمية أنّ المرض الذي يسببه فيروس ماربورغ هو حمى نزفية فيروسية يصل معدل الوفيات بسببها إلى 88%.
أعراض فيروس ماربورغ
ومن أعراض المرض الحمى والإعياء والقيء الذي يحوي آثار دم والإسهال، وليست هناك لقاحات أو مضادات فيروسية معتمدة لعلاجه.
كما ينتقل فيروس ماربورغ إلى البشر من خفافيش الفاكهة، وينتمي لنفس مجموعة الفيروسات المسببة لمرض فيروس الإيبولا المميت.
وقالت وزارة الصحة في غينيا الاستوائية على تويتر إن 9 أشخاص توفوا بسبب الفيروس، بينما تعافى مريض واحد منذ بداية التفشي، مضيفة أنه جرى تتبع 825 مخالطاً لتلك الحالات.
وأكدت غينيا الاستوائية وقوع أول تفشٍّ للمرض لديها على الإطلاق في فيفيري، وذلك وفقاً لمنظمة الصحة العالمية التي أعلنت الأسبوع الماضي عن 9 إصابات مؤكدة معملياً، وذكرت أن إجمالي عدد الوفيات وصل إلى 20، وأن الإصابات المحتملة 20 أيضاً.
وقال مدير منظمة الصحة العالمية تيدروس أدحانوم جيبرييسوس إن المنظمة “على دراية بوجود إصابات إضافية، وطالبنا الحكومة بأن تبلغ المنظمة رسمياً بتلك الحالات”. وأوضحت المنظمة أن هناك انتشاراً لفيروس ماربورغ في تنزانيا أيضاً، حيث أُعلن عن 8 حالات، بينها 5 وفيات، في منطقة كاجيرا بشمال غربي البلاد.
فيما قالت المنظمة إنها تعمل مع السلطات وشركات تصنيع اللقاحات لتنظيم تجارب في الدول المتضررة.
ولا يعتبر فيروس ماربورغ فيروساً حديثاً، فقد اكتُشف للمرة الأولى عام 1967 بعد تفشيه في صربيا وألمانيا، (وخاصة في مدينة ماربورغ، ومن هنا اكتسب الفيروس اسمه). لكن تفشيه مجدداً في غانا الإفريقية أثار قلق منظمات مثل منظمة الصحة العالمية، خاصة بعد أن سجلت بضع حالات وفاة بسبب المرض.
ويسبب فيروس ماربورغ مرضاً يعرف باسم حمى ماربورغ النزفية قديماً، ويسمى اختصاراً MVD في عصرنا الحالي، وتراوحت نسب الوفيات بسبب هذا المرض ما بين 24% إلى 88%، لكن هذه النسب قد تكون أقل مع الرعاية الصحية المناسبة للمرضى.
كيف ينتقل فيروس ماربورغ؟
يعتبر أحد أنواع الخفافيش الذي يدعى “Rousettus bat ” مضيفاً طبيعياً لفيروس ماربورغ، نتيجة لذلك ينتشر هذا الفيروس على وجه التحديد في المساحة الجغرافية التي ينتشر فيها هذا النوع من الخفافيش، وينتقل إلى البشر عن طريق تواجدهم في المناجم والكهوف التي يسكنها هذا النوع من الخفافيش.
وينتقل فيروس ماربورغ من إنسان إلى آخر، عن طريق الاتصال المباشر (من خلال الجلد أو الأغشية المخاطية)، كذلك ينتقل عبر ملامسة سوائل جسم أحد المصابين، بما في ذلك الدم والسائل المنوي وغيرها.
ينتقل الفيروس أيضاً عن طريق ملامسة الأسطح التي لامسها أحد المرضى مثل الفراش أو الملابس أو غيرها، نتيجة لذلك كثيراً ما يصاب مقدمو الرعاية الصحية بهذا الفيروس نتيجة اتصالهم بالمرضى.
مراسم الدفن التي تنطوي على اتصال مباشر مع جثة المتوفى المصاب يمكن أن تُسهم أيضاً في نقل ماربورغ.
ومن الجدير بالذكر أن هناك حيوانات أخرى غير الخفافيش قد تكون مضيفة لفيروس ماربورغ، وتُسهم بانتقاله للبشر، مثل القرود الإفريقية الخضراء، التي استوردها الألمان من أوغندا، وكانت الدراسات المخبرية عليها سبباً في تفشي المرض في ألمانيا للمرة الأولى عام 1967. كذلك تعتبر الخنازير مضيفاً محتملاً للفيروس.