أصدرت النيابة العمومية بالمحكمة الابتدائية صفاقس 1 بطاقة إيداع بالسجن في حق شاب تونسي تورّط في واقعة محاولة اعتداء على مهاجرين من بلدان إفريقيا جنوب الصحراء بحي الأنس من منطقة ساقية الزيت نهاية الأسبوع المنقضي ، وفق ما أفاد به وكيل الجمهورية بهذه المحكمة والناطق الرسمي باسمها القاضي فوزي المصمودي « وات ».
وأوضح المصمودي أن أعوان الأمن هذا ضبطوا الشاب، المحال حاليا على العدالة، حاملا لسلاح أبيض مع شبان آخرين شاركوا في محاولة الاعتداء على مهاجريين، واضاف انه سيتم تقديمه للمحاكمة أمام المجلس الجناحي بالمحكمة.
وكان تم الاحتفاظ بهذا الشخص بادئ الأمر بمعية شاب ثان أطلق سراحه فيما بعد لعدم كفاية الأدلة ضده، وأذنت النيابة فضلا عن بطاقة إيداع الشاب السجن، بفتح محضر بحث في الواقعة وتعهدت بالتهديدات التي تستهدف المهاجرين خاصة عندما تكتسي خطورة عليهم، بحسب وكيل الجمهورية.
وقال المصمودي ان مرفق العدالة « يقاوم كل الظواهر الإجرامية بما فيها الدعوة للكراهية وللتمييز العنصري فضلا عن الأفعال »، لافتا إلى أن التعهد القضائي بملف المهاجرين غير النظاميين ليس جديدا، حيث تكثفت وتيرته بشكل خاص منذ سنة 2022 مع تصاعد مظاهر دخول المهاجرين إلى التراب التونسي بطرق غير شرعية وظواهر الإيواء العشوائي لهم على خلاف الصيغ القانونية والاتجار بالبشر، وما انجر عنها من مآسي وغرق أعداد كبيرة من هؤلاء المهاجرين وغيرها من الوضعيات غير القانونية.
كما سبق، بحسب وكيل الجمهورية، أن تعهدت النيابة العمومية بملفات تونسيين على خلفية عدم الإعلام عن إيواء المهاجرين.
جدير بالذكر أن ولاية صفاقس تعد من أكثر المناطق التي تستقطب المهاجرين من بلدان إفريقيا جنوب الصحراء، وقد اصبحت وضعيتهم تثير مواقف متضاربة في صفوف المواطنين بين متضامنين معهم على خلفية التهديدات التي تطالهم بشكل لافت خلال الفترة الحالية، وبين مناهضين لوجودهم يعتبرونهم عبئا إضافيا على الدولة في سياق اقتصادي صعب وتهديدا للبلاد ومصالحها وتركيبتها الديمغرافية، بحسب تقديرهم.
وتستقطب جهة صفاقس، فضلا عن المهاجرين غير النظاميين، عددا هاما من المهاجرين الأفارقة جنوب الصحراء وفق الصيغ القانونية ومنهم الطلبة الذين يدرسون بالكليات والجامعات وآخرين من الذين يشتغلون في عديد القطاعات منهم من هم في وضعية قانونية ومنهم خلاف ذلك.