ستكون جزيرة ”قرقنة“ في الجنوب التونسي بداية من اليوم الثلاثاء قبلة لعشرات المبدعين في مجالات متعددة، من داخل البلاد وخارجها، وستتحول إلى قطب ثقافي متوسطي من خلال احتضان مهرجان ”منارات ثقافية“.
ويشهد المهرجان الذي تنظمه وزارة الثقافة التونسية مشاركة مبدعين ومثقفين من تونس وإيطاليا واليونان وإسبانيا.
ويتضمن مهرجان ”منارات ثقافية“ برنامجا متنوعا يتراوح بين الورشات الفنية والعروض المسرحية والسينمائية والموسيقية، إضافة إلى جانب تكويني لتطوير مهارات الشباب في مختلف المجالات الإبداعية.
وبحسب إدارة المهرجان، فإنّ ”منارات ثقافية“ يهدف إلى ”تأصيل البعد الثقافي لدى الشباب والعمل على تنمية مواهبهم وقدراتهم من خلال الانفتاح على مهارات إبداعية متوسطية، والحرص على مزيد تشبيك العلاقات الثقافية المتوسطية بما يفتح الآفاق أمام المبدعين الشباب للاطلاع على التجارب المتوسطية والمساهمة فيها من خلال فتح الآفاق وفك العزلة“.
ولا تخلو هذه التظاهرة الثقافية من دلالات رمزية ورسائل يتم توجيهها إلى الشباب الذي أصابه الإحباط والألم بسبب ضيق الأفق وارتفاع نسب البطالة، ما يدفع كثيرا من شباب هذه الجزيرة الحالمة إلى الإلقاء بأنفسهم في البحر والانخراط في رحلات الهجرة غير النظامية بحثا عن أمل مفقود.
وتقول إدارة المهرجان إن ”منارات ثقافية“ يشجع الشباب على ”الإبحار في عالم الإبداع“ بدلا من الإبحار في عالم الوهم، حيث لا تخلو تلك الرحلات من مخاطر تنتهي في معظمها بمآسي الفقدان والموت في عرض البحر.
ومن هذا المنطلق تحمل التظاهرة رسائل حول محاربة ظاهرة ”الحرقة“ (الهجرة غير النظامية)، وتسعى إلى تنشيط شباب الجزيرة من خلال ورشات تكوينية في مختلف ضروب الإنتاج والإخراج والتمثيل المسرحي.