نظمت النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين ورشة تفاعلية حول الصحافة المكتوبة والإلكترونية وقضايا الإنتقال الرقمي.
و انعقدت الورشة اليوم الخميس 23 جوان بفندق غولدن توليب المشتل، بمشاركة ممثلين عن أصحاب المصلحة من أصحاب مؤسسات وهياكل مهنية وصحفيين من أجل توحيد تصور لإنقاذ الصحافة المكتوبة وتأمين إنتقال رقمي يضمن ديمومة المؤسسات ويحمي العاملين فيها ويدعم صحافة الجودة.
يبدو أن الميديا التقليدية في تونس تواجه العديد من الصعوبات في محاولتها للتجدد و التطور بسبب استحواذ وسائل التواصل الاجتماعي على اهتمام و متابعة الجمهور.
منذ أحداث 2011 و الإعلام التونسي يعيش تحولا سياسيا غير مكتمل. و على الرغم من الصعوبات المتمثلة أساسا في ضعف الدعم الحكومي و محدودية الإمكانيات المالية بالإضافة للضغوطات السياسية… إلا أن تطوير المحتوى و تحقيق المصداقية و الجودة تبقى أهم و أقوى أسلحة الإعلام للحفاظ على مكانته و مواجهة تحديات الرقمنة.
انعقدت هذه الورشة لتسليط الضوء على أزمة الصحافة الورقية، التي تواجه خطر الموت و الإندثار إزاء زمن الرقمنة و شبكات التواصل الإجتماعي، الذي يشكل تحديا حقيقيا لكل ما هو مكتوب..
أصبح الإعلام و خاصة منه الرقمي أمام تحد كبير، خاصة في ظل انتشار الشائعات و الأخبار الزائفة و محاولات توجيه الرأي العام، و هو ما يستوجب وضع استراتيجية لتعديل العالم الرقمي من أجل مواجهة خطاب العنف و الكراهية، مع ضرورة المحافظة على حرية التعبير و النشر.
ركزت الورشة على كيفية استقاء الصحفي للأخبار بعيدا عن الإشاعات و الزيف، خاصة الأخبار المغلوطة المنتشرة على صفحات وسائل التواصل الإجتماعي.
هناك توجه نحو التعويل على المضامين الإخبارية ذات الجودة.. و هي تقدم بمقابل، و لكن للأسف الشديد يبدو أن التونسي يفضل الحصول على المعلومة بطريقة مجانية من الفايسبوك! خاصة و أن الفايسبوك منصة بها 8 مليون مستخدم و هو ما يجعل منه مصدر قويا للمعلومة.
من جهة أخرى أصبح معهد الصحافة مطالبا بتكوين صحفيين قادرين على الإبداع ضمن الصحافة الحديثة، التي أصبحت في حاجة لعدة مهارات.
هذا و أكد السيد عروسي بن صالح أن الصحافة الورقية تواجه العديد من الإشكاليات خاصة على المستوى المالي، إذ أفلست العديد من الصحف و انتهى وجودها تماما، أما البقية فتواجه بدورها مشكل الإندثار.
و خلصت الورشة في الختام إلى أن الجودة تدافع عن الجريدة، بمعنى تقديم محتوى صحفي يحترم و يستجيب لكل المعايير.
خصص يوسف الشاهد مبلغا ماليا قدره 5 مليون دينار لدعم الإنتقال الرقمي، و هذا المبلغ للأسف الشديد لا يزال بعيد المنال.
و من أجل استمرار الصحف الورقية لا بد من التعويل على الاشتراكات في الصحف الرقمية للحصول على الجريدة الورقية في شكل الكتروني بمقابل معلوم.
بلال بوعلي