تمكن المسلسل التونسي الشهير حرقة في جزئه الثاني من الظفر بجائزة أفضل عمل رمضاني لسنة 2022، و ذلك حسب استفتاء صفحة “Hashtag Media” ضمن حفل اختتام أيام قرطاج للموضة.
هذا و تمكن “حرقة 2” من التربع على قلوب التونسيين و نيل اعجابهم الكبير، بسبب تطرق المسلسل للقضايا الإجتماعية التونسية الحارقة، و تسليطه للضوء على ظاهرة الحرقة التي أحرقت أفئدة العائلات التونسية بكاء و حسرة على أبنائهم من ضحايا الهجرة غير الشرعية، بحثا عن غد و مستقبل أفضل خارج بر الوطن.
حرقة 1/2 هو صرخة ألم عبّرَ من خلالها صُنّاع الأعمال الدرامية التلفزيونية عن المعاناة و القهر التي تعانيها العائلات التونسية، هذا عدا فضح المستور و تعرية الواقع و تجريده من زخرفه و زينته، و اخراجه على ما هو عليه، من خلال كشف دوافع الحرقة و الهدف منها و نتائجها و انعكاساتها على الفرد و المجتمع و الدولة في حد ذاتها…
حرقة كان مواكبا للحدث على عين المكان بخوضه لغمار التجربة في البر الإيطالي، و تسليط الضوء على قسوة هذه الرحلة المُمِيتَة و المُجَرّدَة للإنسان من انسانيته… فالوصول للبر الإيطالي لا يعني أبدا نجاح الرحلة و تحقق الحلم، و إنما الأمر يخالف ما نعتقده تماما، فبمجرد النجاح في الوصول للضفة الأخرى، نكتشف مغامرة و قهرا و معاناة من نوع ثان، و هو ما نجح حرقة 2 في تصويره و كشفه بكل حرفية عالية.
تابع التونسيون في شهر رمضان الكريم هذا العمل الفريد من نوعه بكل شغف و حب و ألم، إذ اختلطت علينا المشاعر، مشاعر الإعجاب بهذه الدراما التي افتقدتها شاشاتنا لمدة طويلة، و مشاعر الحزن و الأسى لما بثه حرقة في قلوبنا من قوة في تصوير ألم و معاناة العائلات التونسية، هذا الألم الذي لم يتجرأ أحد على كشفه.
هي جائزة نالها حرقة عن جدارة، و نحن على يقين تام بأن هذا العمل سيستمر في حصد الجوائز، مع تمنياتنا بتواصل هذا العمل لجزء ثالث و لما لا رابع و خامس…
بلال بوعلي