أصبحت ظاهرة” الكوفواتيراج ” منتشرة بشكل ملحوظ بين فئات من المواطنين في تونس بسبب غلاء أسعار المحروقات وتدهور المقدرة الشرائية وأمام هذا الوضع الإقتصادي المتردي والمصاريف التي أثقلت كاهل المواطنين ولم يعد قادرا على مجابتها أصبح عدد هام من التونسيين يلجؤؤن إلي الكوفواتيراج هربا من أسعار الوقود التي أصبحت تمثل عائق بسبب أسعارها التي تتزايد يوما بعد يوما وعدم قدرة المواطنين على دفع تكاليف البنزين للتنقل سواء للأماكن البعيدة أو القريبة
ماهو الكوفواتيراج
يعد ”الكوفواتيراج“ طريقة للتنقل الجماعي لمجموعة من الأشخاص الذين لا يعرفون بعضهم بعضا نحو مكان عمل في منطقة واحدة.
ولم يجد عدد من الشبان الذين يملكون سيارات حلا للهروب من أسعار المحروقات سوي للجوء إلي عروض تأمين النقل نحو مكان العمل على ثلاثة ركاب أو أربعة على أن يتم اقتسام ثمن البنزين بينهم.
و تقوم عملية ”الكوفواتيراج“ من خلال نشر صاحب السيارة وهو السائق عبر منصات التواصل الاجتماعي أو مواقع الاعلانات، عرضا لإستقطاب عددا من الشبان من أجل تأمين نقلهم يوميا إلى مقر عملهم وعودتهم إلى البيت و يتم الإتفاق أوليا على مكان الانطلاق ومكان الوصول وتوقيت اللقاء ومكانه .
” الخبير ” إلتقت عدد من المواطنين الذين يعتمدون هذه الحيلة هربا من أسعار الوقود
أميرة 35 سنة تقطن بالعاصمة التونسية وتضطر للتنقل يوميا إلي مقر عملها بالحمامات على متن سيارتها لكن مصاريف الوقود أثقلت كاهلها وأصبحت تقتطع جزءا كبيرا من مدخولها الشهري قصد تعبئة البنزين
تقطع أميرة مسافة هامة من منزلها إلي مقر عملها ذهابا وإيابا يوميا وهو ما يجعلها تتكبد عدة مصاريف ..
تقول أميرة : لقد أصبحت أخصص قرابة 30% من مدخولي الشهري للبنزين
وهو ما جعلها تلتجأ إلي الكوفواتيراج من خلال متابعة الإعلانات على الفايسبوك .
أميرة ليست سوي نموذجا مصغرا من عدد من الشبان الذين التجأوا إلي هذه الحيلة
هيثم شاب تونسي يقطن بمدينة أريانة ويعمل بنابل هو الآخر قرر التخلي عن سيارته الخاصة والالتجاء إلي هذه العملية بعد أن ضاق ذرعا بمصاريف البنزين .
مروي هي الأخري شابة تونسية تخلت عن التنقل بسيارتها منذ أشهر و التجأت إلي هذه الحيلة من أجل تأمين تنقلها إلي مقر عملها من مدينة المروج إلي العاصمة التونسية وتحديدا باب الخضراء
تقول وقد بدأت عليها علامات الغضب : “لقد ضقنا ذرعا بتصرفات الدولة التي ترفع في أسعار الوقود بصفة متتالية دون أي مبالاة بقدرة المواطن على تحمل هذه النفقات من عدمها ” فلم أجد حلا بديلا سوي أن أتخلي عن سيارتي الشخصية وألتجأ إلي التنقل عن طريق المجموعة فصرت أدخر 5 دينارات يوميا بعد أن كنت أدفع يوميا من أجل تعبئة الوقود 20 دينار ذهابا وإيابا .
وفي تساؤل عن كيفية التنسيق مع المجموعات التي تتنقل معهم أخبرتنا محدثتنا أنها عثرت على المجموعة التي تناسبها من خلال إعلان في صفحة فايسبوكية وأصبحوا يتنقلون سويا يوميا وتكون نقطة الإنطلاق المروج 1
إختلفت حكاياتهم لكن معاناتهم وحيدة وهي أسعار الوقود التي تسجل إرتفاعا شهريا وتجبرهم على التخلي عن سياراتهم الخاصة و التنقل في إطار المجموعات .
وزارة الصناعة تبرر هذا الارتفاع بعجز الميزان التجاري
أمام هذا النفور وعدم قدرة المواطنين على مجابهة أسعار الوقود يبقي الحل أمام وزارة الصناعة التي لم تحرك ساكنا لإنهاء هذه الزيادات مبررة ذلك بتدهور ميزانية الدولة وعدم القدرة على مجابهة المصاريف مع غلاء الأسعار الأولية والعجز التجاري
وتجدر الإشارة أن البلاد التونسية رفعت أسعار الوقود ثلاث مرات سنة 2022 في إطار برنامج تعديل المواد البترولية وتضمنت الزيادة رفع أسعار الوقود نحو 5% آخر مرة قصد مجابهة العجز التجاري الذي سجل ارتفاعا بنسبة 62،32%
وفي إطار السعي نحو تأمين تزويد السوق المحلية بالبنزين بصفة منتظمة خاصة في ظل الأزمة التي تعيشها سوق الطاقة العالمية .
وحسب تصريحات لمسؤول في وزارة الطاقة فإن تونس تتجه نحو رفع أسعار الوقود محليا كل شهر هذا العام بنسبة لا تقل عن 3%
فاتن الحويمدي