يعود مسلسل الفوندو هذه السنة في جزئه الثاني، بعد أن كان جزؤُهُ الأول في رمضان سنة 2021 قد حقق نجاحا باهرا منقطع النظير…
و توحِي أولى حلقات الجزء الثاني من الفوندو أن هذا العمل سيستمر في الابداع و أسر القلوب، خاصة و أن الحلقة الأولى بما هي واجهة و مقدمة لهذا العمل الإبداعي الممتاز كانت متسارعة الأحداث و مليئة بالحركة.. غلب عليها الغموض و الإبهام سواء في حوار الشخصيات بين بعضها البعض أو في الطريقة المميزة التي رُسِمَت بها اللقطات التي كانت غارقة في الظلال و الظلام الذي يعكس هذه الدرامة الحديثة التي لم نشهد لها مثيلا في الأعمال الفنية التلفزية التونسية من قبل.
على مستوى الشخصيات.. كان هناك إبداع تام و نقيّ في نهوض كل شخصية كما يلزم بدورها، و هو ما كان سببا في تنوّع و ثراء هذا العمل الذي زَخِرَت أولى حلقاته بسمة التسارع الرهيب في الأحداث، من خلال الجمع بين الأزمات و تكثيفها… حلقة واحدة كانت كفيلة بالتلاعب بِسِمَتَي الموت و الحياة… و أيضا كان هناك تركيز فائق على المشاهد التي تم تصويرها تحت الأمطار الغزيرة كحادث السيارة و مصير بطل العمل “يحي” الذي لا يزال مجهولا…
الكلمات لا تكفي للتعبير عن روعة هذا العمل… و يبدو أن الإبداع سيكون لصيقا به طوال أيام عرضه.
و جاءت هذه الحلقة لتكون الفاتحة لهذا العمل، و هي مَحبُوكَةُ الصّناعة بذكاء فائق من أجل شدّ المشاهد و جعله يُتَابِعُ بكُلّ شغف أحداث هذا المسلسل من البداية إلى النهاية.
بلال بوعلي