في زيارته إلى ليبيا تنقل المشيشي رفقة وفد مرافق، لا نعلم ما هي الغاية منه؟ إذ اصطحب معه عددا مهولا من الوزراء و المستشارين و رجال الأعمال، هذا و لا يغيب عنا الوفد الإعلامي الرهيب، الذي تميز بكونه تابعا للحزام السياسي و منتميا له.
أشرف على عملية الإستقبال بالمطار وزير الداخلية الليبي دون غير، ثم تحول المشيشي بعد ذلك إلى الوزارة الأولى، أين تم استقباله رسميا مع تحية العلم.
* مهزلة الندوة الصحفية
كانت الندوة الصحفية التي خاض غمارها المشيشي في شكل مجموعة من الخطب، منع خلالها الصحفيون من إلقاء الأسئلة أو النقاش!
و قد شهدت هذه الندوة حظورا متميزا لرئيس الحكومة الليبي، الذي دخل بأوراق منظمة، و كانت جميع مداخلاته مسترسلة تخللتها كلمات موزونة… في حين اعتمد المشيشي على الإرتجال، إلى درجة أن العديد من الملاحظين قد عبروا عن استيائهم الشديد عندما وضع المشيشي الدولة التونسية في موضع المتسول، و اكتفى بالتشكرات و الشعارات من نوع “شعب واحد و بلد واحد”.
* على مستوى التنظيم
عانى الوفد المرافق الويلات من أجل التعرف على برنامج الزيارة كاملا، ثم واجه الوفد العديد من المشاكل التي تعلقت بالإقامة، حيث لم يتم حجز غرف كافية للوفد المرافق.
و في ثاني أيام الزيارة حاول المشيشي الإستدراك خاصة بعد مداخلة السيد “سمير ماجول” الذي قالها بصريح العبارة:” سئمنا الخطابات البروتوكولية من نوع (س / سوف / إن شاء الله) نريد قرارات عملية و حينية”. و هذا ما دفع المشيشي إلى الإستدراك عن طريق الإعلان عن حق التملك للأشقاء الليبيين الذي أصبح مكتملا و موازيا للمواطن التونسي، و هنا تسائل الجميع، فإما أن يكون هذا الحق مكفولا مسبقا و غفل عنه المشيشي في خطابه الأول، أو إن معجزة حصلت و تمكن في ظرف سويعات من تغيير القانون و جمع مجلس وزاري، و تمرير مشروع إلى مجلس النواب، الذي وافق عليه بعجالة، ثم تمت احالته إلى رئيس الجمهورية الذي أمضى عليه، ليقع بعد ذلك نشر هذا القانون بالرائد الرسمي.
أما عن النقطة السوداء الأخيرة في هذه الزيارة فقد تمثلت في عودة رئاسة الحكومة مرة أخرى إلى مقاربة بوليسية، إذ تم اختيار الوفد الإعلامي المصاحب من المقربين الموالين للحكومة، و ازداد الأمر غرابة عندما دشن المشيشي المعرض، إذ تحول أحد من قيل لي بأنه صحفي يعمل في فريق المشيشي إلى ضابط شرطة، و استشاط غضبا عندما حاصر الصحفيون المشيشي و أجبروه على إلقاء كلمة فتحول إلى “عنترة بن شداد” يزمجر و يهدد و يكرر:” بدون تصريح، بدون تصريح”. ثم طلب من الأمن الرئاسي إبعاد الصحافيين.
عبد اللطيف بن هدية