نظمت الشركة الجهوية للنقل بالقيروان ندوة صحفية، تناولت موضوع “النقل الذكي” بحضور وزير النقل السيد “معز شقشوق” و المديرة العامة لصندوق الودائع و الأمانات السيدة “بثينة بن يغلان”، كما حضر المؤتمر السيد المدير العام للبريد التونسي “سامي المكي” و غير هؤلاء…
استُهِلّ هذا الحدث الإعلامي بكلمة ترحيبية ألقاها السيد “محمد بورقيبة” والي القيروان، الذي قدم للحضور برمجة الشركة الجهوية للنقل بالقيروان، مؤكدا على أنها من بين الشركات الأولى التي ستعمل عن طريق المنظومة الذكية، بكل ما تحمله من تطبيقات يتم تحميلها على الهواتف و الحواسيب، كما سيكون للشركة موقع على شبكة الأنترنت.
كما ألقى وزير النقل و اللوجستيك السيد “معز شقشوق” كلمة حول النقل في البلاد التونسية، لافتا النظر إلى أن منظومة النقل في تونس محل نقد لاذع على الدوام، و الكل يشتكون من اهتراء وسائل النقل، مؤكدا على أن مشاكل النقل في تونس تعود بالضرورة لثقل الديون و تراكمها… كما أكد الوزير على أن النقل مسألة حيوية في البلاد، بدونه لا يمكن أن توجد تنمية أو تصدير أو أي نشاط اقتصادي، و لم ينفِ الوزير أن منظومة النقل في تونس تمر بظروف جد صعبة، و لكن هذا لا يمكن أن يمثل حاجزا دون التقدم في هذا المجال. و تعتبر شركة النقل بالقيروان مثالا جيدا يجب تثمينه و تشجيعه.
“هي موطن الأمل الذي يجب أن ننطلق منه” بهذه الكلمات وصف السيد معز شقشوق الشركة الجهوية للنقل بالقيروان، مؤكدا من جهة أخرى على أن المديونية مسألة يمكن حلها، و لكن الأهم من ذلك هو تغيير العقلية، و ذلك من خلال الإمتناع عن شراء وسائل النقل السيئة، و اقتناء حافلات من طراز رفيع عن طريق الإستثمار في هذا المجال رفقة القطاع الخاص.
و من توصيات الوزير أنه يجب تغيير آليات اقتطاع التذاكر، و الإعتناء أكثر بالمحطات، و شراء الحافلات المقتصدة…
كما أكد على أن المواطن التونسي سيكون قادرا على متابعة الحافلات و التعرف على مواعيد انطلاقها و وصولها عن طريق التطبيقات الهاتفية و مواقع الواب، هذا و في الإمكان حجز التذاكر عن طريق التطبيقة الذكية التي ستُخصص لهذا الغرض.
أما عن مشاكل الوزارة و ما تعانيه من مديونية فأكد الوزير بأن الحل كَامِن في إعادة هيكلة وزارة النقل، و لتطويرها يجب الإعتماد أكثر على الوسائل الإعلامية، كما يجب الإستثمار في وسائل نقل ذات جودة عالية و صديقة للبيئة.. كما يرى الوزير بأنه يجب ترشيد التوظيف البشري من أجل تحسين الكلفة و تطوير منظومة النقل.
من جهة أخرى ثمن السيد معز شقشوق الشراكة بين شركات القطاع العام في ما بينها، فهذا التعاون مهم جدا خاصة على مستوى البرمجيات و الرقمنة.
و من جهتها ثمنت السيدة “بثينة بن يغلان” المديرة العامة لصندوق الودائع و الأمانات قطاع النقل بما هو قطاع جد حيوي في حاجة ماسة إلى دعم الدولة، خاصة و أنه شكل من الأشكال الجالبة للإستثمار العمومي و الخاص، أما عن التمويل فترى السيدة بثينة أنه يجب أن لا يكون حِكرا على الدولة فقط، بل يجب أن يشمل أيضا القطاع الخاص، كما يجب معاضدة الإنتقال الرقمي في البلاد عن طريق دعم و تمويل المؤسسات الناشئة الساعية لتطوير كل ما هو تكنولوجي.
أما عن السيد “سامي المكي” المدير العام للبريد التونسي فيؤكد بأن التجربة التي ستخوضها شركة SORERTAK و البريد التونسي هي تجربة فريدة من نوعها، خاصة و أن البريد التونسي مؤسسة رائدة على مستوى الرقمنة، عن طريق تطويرها لمنظومات تستجيب لحاجيات المتدخلين و الحرفاء، مؤكدا في هذا السياق بأن تطبيقات البريد التونسي مطورة بأيادي تونسية خالصة.
ثمنت هذه الندوة الصحفية ككل نظام اقتطاع التذاكر الذكي، الذي سيوقف النزيف المالي في قطاع النقل، و حتى أعوان الجيش و الأمن سيتم التعرف عليهم بدقة، و بذلك ستصبح السرقة أمرا مستحيلا.
ستكون هناك منصة رقمية تُسَجّل بها كل المعلومات عن وسائل النقل، كمواعيد الإنطلاق و مواعيد الوصول، و في حالة وجود تأخير لوسيلة نقل فسيتم أيضا الإعلان عنه و تحديده بدقة، و بهذه الطريقة سيصبح المواطن التونسي على علم و دراية بكل المعلومات بالحافلة التي ينتظرها.
تم اختتام هذه الندوة بتوقيع اتفاقية شراكة بين كل من البريد التونسي الذي ستكون مهمته تأمين الدفع الإلكتروني و الشركة الجهوية للنقل بالقيروان.
بلال بو علي