تعتبر شخصية “حسين العباسي” الأمين العام السابق للاتحاد العام التونسي للشغل، شخصية جد بارزة على المستوى السياسي و الإجتماعي.. و هو أول أمين عام للإتحاد بعد الثورة، تمكن في سنة 2015 من الحصول على جائزة نوبل للسلام، و ذلك بفضل مساهمته الفعالة في إدارة الحوار الوطني التونسي بين سنتي 2013 و 2014، هذا الحوار الذي أنقذ البلاد آن ذاك من الإنهيار بسبب الأزمات السياسية.
شغل العباسي عدة مناصب نقابية، و هو ما جعل منه شخصية وطنية دائما ما تقف في موضع الدفاع عن حقوق المواطن التونسي، خاصة تلك المتعلقة بالشغل و العمل…
كل هذه السمات البارزة و المميزة لشخصية العباسي، تجعل منه شخصية مقتدرة و قادرة على التدخل في حل الأزمة السياسية الخانقة التي تعيشها البلاد في الوقت الراهن.
هذا و قد كانت للعباسي العديد من اللقاءات الإعلامية سواء المتلفزة منها أو الإذاعية، و هو ما زاد في إشعاع شخصيته، و بيان فكره و آرائه حول ما يحدث في البلاد، أما في عهد الراحل بن علي فقد حرص العباسي آن ذاك على إبقاء المنظمة الشغيلة بمنأى عن تدخلات السلطة الحاكمة، مؤكدا بأن الإتحاد غير قابل للتدجين و أنه محايد و غير منحاز لأي جهة.
يشهد التاريخ و الحاضر على الدور الكبير الذي لعبه العباسي طوال مسيرته النقابية، و هو ما يجعل منه اليوم، الشخصية الأقدر و الأكثر فاعلية في التعامل العقلاني مع الأزمة الحالية، خاصة و أنه كان قد لعب دورا فاعلا في الحوار الوطني السابق، و هو ما يجعل منه خبيرا في مثل هذا المجال. زد على ذلك أنه شخصية ذات اطلاع واسع على كل ما يحدث في البلاد، و المنابر الإعلامية دائما ما تسلط عليه شاشاتها و مايكروفوناتها، من أجل الإنصات إلى رأيه و تحليله و تأويله لكل جديد على مستوى الساحة السياسية و الإجتماعية.
و بالتالي نجيب على سؤالنا المركزي بنعم، نعم “حسين العباسي” قادر على الإضطلاع بدور العاقل و الحكيم في حل الأزمة السياسية.
العباسي و الترشح لرئاسية 2024 ؟
راجت أخبار في 2019 عن ترشح السيد حسين العباسي للإنتخابات الرئاسية، و لكن في ذلك الوقت كانت هذه الأخبار مجرد إشاعات لا أساس لها من الصحة. و لكن اليوم نعيد إحياء هذا الموضوع لنتساءل من جديد عن إمكانية ترشح العباسي للاتخابات الرئاسية القادمة!
يبدو أن هذه الفرضية قابلة لأن تكون ممكنة، خاصة في ظل هذه الأزمة الشاملة التي تمر بها البلاد، فقد يأنس العباسي في نفسه القدرة على القيادة و الرئاسة و يغامر بالتقدم لهذه المهمة.
هذا عدا سعي العديد من التيارات و المجتمع المدني لترشيحه لسباق رئاسة الجمهورية.
بلال بوعلي