أكّد الدكتور إبراهيم بن سلامة اليوم 25 جانفي 2021 لدى حضوره ببرنامج إيكوماغ بخصوص هجرة الأطباء الشبان أنّ فقط 4 في المائة من الأطباء ينوون البقاء في تونس، فيما ينوي 69 بالمائة من الأطباء الهجرة، قائلا: “الهجرة تمس كل البلدان، لكن الأقل نموا هي الأكثر تضررا” وفق وصفه.
وأضاف بن سلامة أنّ هناك ارتفاعا في عدد المهاجرين عموما وخاصة في الكفاءات وعلى وجه التحديد الأطباء الشبان وفي اختصاصات معينة، قائلا إنّ الدراسة التي قام بها شملت طب العائلة، أي الصف الأول لكن هناك دراسات أخرى تمّت على اختصاصات أخرى.
وأبرز بن سلامة أنّ تونس شجعت الاختصاص في الطب، في حين أنّ طب العائلة هو الأساس، قائلا إنّ من مشاكل عدم الجاذبية طب العائلة (الطب العام سابقا)، أنه كان يقيّم بطريقة سلبية بعض الشيء، مشيرا إلى أنّ 6 أطباء على 10 آلاف مواطن هم من الطب الأول.
وتابع بن سلامة أنّ هناك عدم رضا على القطاع العمومي، خاصة مع وقف الانتدابات، لكن الخاص أيضا فيه مشاكل، إذ ليس من السهل أن يفتح طبيب شاب عيادته وفق تعبيره، مضيفا: “نشكو أيضا تهرّم القطاع، لأنّ أغلب الأطباء العامين سيخرجون للتقاعد في 2024”.
63 بالمئة من أول دفعة من أطباء العائلة عبّروا عن رغبتهم في الهجرة
وأرجع بن سلامة تفضيل الأطباء للقطاع العام على القطاع الخاص إلى المسيرة المهنية الأقوى من حيث البحوث العلمية، دون أن ينفي هذا الصعوبات الكبيرة، إذ إنّ 80 بالمئة عبّروا عن عدم الرضا على الدخل الشهري للأطباء الداخليين والمقيمين.
وأوضح بن سلامة أنّ ألمانيا وجهة مفضلة للمهاجرين، وقد أصبحت ثالث أكبر بلد مستقطب للأطباء الأجانب في العالم بعد الولايات المتحدة وبريطانيا، قائلا إنّ دراسات أخرى قد أبرزت أنّ أطباء الاختصاص مثل الاستعجالي والتخدير والإنعاش، اعتبروا فرنسا الأكثر جاذبية في هذه الاختصاصات،
وقال بن سلامة إنّ 63 بالمئة من أول دفعة من أطباء العائلة عبّروا عن رغبتهم في الهجرة، مشيرا إلى أنّ ارتفاع عدد الهجرة كان من قبل طب العائلة معتبرا أنّ نية الهجرة في اختصاصات أخرى، أبرزت أنّ 94 بالمئة راودتهم فكرة الهجرة وذلك حسب دراسة أخرى.
للحدّ من هجرة الأطباء.. أيّ حلول؟
وبخصوص الحلول الممكنة قال بن سلامة إنّ هناك حلول موجودة يجب تطبيقها، منها القيام باستراتيجية وطنية للتصرّف والحدّ من الهجرة، مع تحسين الوضع العام والاستقرار السياسي بالبلاد، كما إنّ منظومة الكنام يجب أن تكون أقوى مع تسهيل الإجراءات المهنية.
وقال بن سلامة إنّ المنظمة العالمية للصحة وضعت بنودا لتأطير الظاهرة عالميا، وقدّمت مقترحات للحد من مخلفات هجرة عاملي الصحة إذ اقترحت اتفاقيات ثنائية، لمعرفة المعطيات المحيّنة حول عدد الأطباء بين بلدين، قائلا: “هذا يمكّن البلد الذي قدّم أطباءه أن يحصل على تعويضات كالتبادل العلمي والتكنولوجي، خاصة وأنّ البلد المنتفع بكفاءته لم يدفع أي مليم لتكوينه” وفق وصفه.
إكسبراس آف آم