لم يكفهم أن السيد “حمدي المدب” و في أحلك الظروف و أكثرها بؤسا و ظلاما، كان واقفا وقفة جندي، مخاطرا في ذلك بمستقبله و “قُوتِ أبنائه” لا لشيء فقط ليبقى نادي الترجي الرياضي التونسي في المقدمة، و في أوج عطائه لجمهوره الذي تعود على المتعة و الكؤوس رفقة فريق باب سويقة.
أنفق حمدي المدب ما يقارب الخمسة عشر مليارا من أجل الفريق في فترة لم تتجاوز الأربع سنوات، إلا أنه اليوم و رغم كل ما قدمه من أموال و جهد و عطاء، فإنه يتعرض إلى حملة تشويهية مقصودة تستهدفه هو دون سواه و بصفة شخصية.. و هذا ما شهدناه من خلال الإنتشار الغريب و المريب لصور المدب المرفقة بالعناوين المثيرة للجدل… و المسيئة لشخص “حمدي المدب” و أغلب هذه العناوين تطالب بضرورة إرساء انتدابات جديدة في صفوف الفريق العاصمي، و هذه كلمة حق يراد بها باطل، في حين أن الترجي قد تمكن من تحقيق نتائج و مردود جيد جدا إلى حد هذه اللحظة، بدليل أنه يتصدر حاليا ترتيب الفِرَق، و رغم ترشحه للأدوار القادمة في المسابقات الإفريقية فإن هناك من يدعو إلى حتمية خوض سباق الانتدابات الغير مدروسة، و ذلك أُسوة و اقتداء بما فعله “سليم الرياحي” عندما ترأس النادي الإفريقي، و نحن على يقين تام بأن جميع أحباء الترجي الرياضي التونسي، يتذكرون جيدا تلك الفترة الكئيبة التي ضم فيها الفريق ألمع النجوم و أعلاهم أجراء و امتيازات، إلى درجة أن أجور أولئك اللاعبين كانت خيالية، و لكن تلك الفترة النجومية كانت فاشلة بامتياز، إذ سقط الفريق من الأدوار الأولى، رغم كل تلك الأموال المهولة التي تم إنفاقها على اللاعبين. أما اليوم فقد تغير كل شيء و لم نعد إزاء فرق قوية و أخرى متوسطة… بل أصبح الكل قادرا على المواجهة و المزاحمة، فمهما كان الفريق الخصم قويا فإنه قابل للسقوط، إذ يكفي التحكم في لاعبي الفريق، و توزيع الأدوار بينهم بطريقة ذكية، ليكون بذلك اللعب مُحكَمًا و سَلِسًا، و ليس بالضرورة أن نبحث عن لاعبين من ذوي الأجور المرتفعة حتى نحصل على فريق قوي و متماسك و قادر على تحقيق النتائج المطلوبة، هذا و لا يفوتنا الإنتشار الواسع للأكاذيب و الإدعاءات، ضد فريق الترجي، خاصة اتهامه المتواصل بالتواطؤ مع الحكام من أجل شراء المباريات، بما ينافي الأخلاق و شرف المنافسة الرياضية…
لذلك نرجو من كل المشككين و الداعين و الساعين إلى نشر الفوضى، إلى إطباق أفواههم، و تشجيع الفريق من أجل دفعه إلى تحقيق نتائج أفضل و جوائز أكثر.
بلال بو علي