على غير عادتها خلال شهر رمضان المعظم، فقدت مدينة سيدي بوسعيد بريقها المعتاد بعد أن هجرها زوارها الذين أجبرتهم جائحة كورونا على المكوث في بيوتهم.
سيدي بوسعيد، الساعة التاسعة ليلا، وفي ثالث أيام رمضان، أوصدت المقاهي والمحلات التجارية التي عادة ما تكون مكتظّة بالزبائن، أبوابها وخلت الشوارع من المارة والزوار.. لا القهوة العالية ولا محل ”البمبلوني” الشهير ولا مقهى ”سيدي شبعان” المطل على ميناء المنطقة الترفيهي.. كانت اليوم كلها مغلقة ومهجورة من روادها..
تحولت موزاييك مساء اليوم بُعيد موعد الإفطار إلى إحدى أكثر الأماكن ارتيادا من قبل التونسيين خاصة خلال السهرات الرمضانية، وطرقت أبواب بعض المنازل لرصد انطباعات أبناء سيدي بوسعيد بعد أسابيع من الحجر الصحي الشامل الذي حوّل مدينة التأمل والروحانيات والسهرات الرمضانية حتى مطلع الفجر، إلى مدينة أشباح..
ونحن نسير بين أزقة المدينة لم يكن ممكنا أن لا نستحضر ذكريات طرَقات الحرفيين على النحاس والموسيقى التي لا تهدأ في المقاهي، ورائحة النرجيلة والقهوة العربي…
ورغم هذه الظروف، عبّر بعض المواطنين الذين توجهنا إلى منازلهم عن أملهم في أن تدبّ الحياة من جديد في سيدي بوسعيد في أسرع وقت، وأن تتجاوز تونس قاطبة هذه الأزمة الصحية بأخفّ الأضرار، معتبرين أن سحر وجمال سيدي بوسعيد متواصل حتى في ظل غياب الحركية المعتادة.. وقال أحد أبناء الجهة لموزاييك :”سيدي بوسعيد ما تفقدش الرونق متاعها حتى في أحلك اللحظات التي تعيشها الإنسانية”.
ورغم المشهد الذي قد يبعث على الحزن الذي عاينّاه اليوم، فلا بدّ أن سيدي بوسعيد -على غرار كل مناطق وولايات تونس- ستعود حتما إلى نشاطها وحركيتها المعتادة، ولا بدّ أن شهر رمضان سيسترجع روحه وسهراته بعد أن تنتصر البلاد على هذا الوباء بتظافر جهود كل التونسيين..




















