استضاف برنامج “L’Expert ” في حلقته الثانية والعشرون من الموسم الخامس الذي يبث على قناة ” تونسنا ” مجموعة من الأساتذة والخبراء والمستشارين للحديث عن قطاع الرياضة باعتبارها قاطرة للتنمية الاجتماعية والاقتصادية وفيما يلي نص الحديث:
السيد عبد القادر بودريقة: أستاذ جامعي
اذا اخذنا الأرقام العالمية سنجد انه حتى نبدأ الحديث عن اقتصاد رياضي في أي بلد تقريبا في حدود 2 بالمائة من الناتج القومي الخام واذا قسمنا هذا على ما يجب ان يكون عليه في تونس اذا كنا نستطيع الحديث عن اقتصاد رياضي فتقريبا في حدود ما يقارب 2000 و2400 مليون دينار واليوم حسب التقديرات التي قمت بها ما بين 350 و500 مليون دينار فقط مساهمة قطاع الرياضة في الناتج القومي الخام وهذا في احسن الحالات فاذا اخذنا هنا مثلا ميزانية كل الجمعيات نجدها تقريبا في حدود 200 و250 مليون دينار يوجد منها 60 مليون دينار متأتية من صندوق دعم الرياضة والذي هو مرتبط بالرهان الريادي ويوجد تقريبا ما بين 25 و30 مليون دينار وهي الموارد المتأتية من الاستشهار وبقية الموارد تبقى ضعيفة جدا وهي موارد بيع اللاعبين وتقريبا في الثماني سنوات الأخيرة والذي هو في الأساس في كرة القدم يوجد لدينا 100 او 120 مليون دينار والتي تمثل الإيرادات المتأتية من بيع اللاعبين أي تقريبا سنويا لدينا ما بين 20 او 25 مليون دينار واذا جمعناهم ككل في المتوسط وفي اقصى الحالات سنجد معضلة امامنا ففي الرياضة خاصة لا نملك الأرقام التي تبيّن اننا غيّرنا من طريقة تعاملنا مع القطاع الرياضي فحتى يمكننا التعامل مع هذا القطاع كقطاع اقتصادي ونحن نعرف ان المستثمر الخاص عندما سيستثمر في قطاع من القطاعات يجب ان يجد أرقاما ولديه رؤية ويبحث عن عائد اقتصادي يأخذه من استثماره في القطاع الرياضي وكل هذا يمنعنا من الحديث عن الاقتصاد الرياضي.
ولكن بالنسبة للعائد الرياضي والاجتماعي، فاعتقد ان العائد الرياضي مقارنة بالاستثمار الذي نقوم به ونحن نعرف اننا في تونس نصرف تقريبا عشر دينارات على كل مواطن كتمويل مباشر للجمعيات والمؤسسات والأندية التي تعتني بالرياضة وفي فرنسا مثلا نجد 200 أورو على كل ساكن يعني عندما نأخذ الأرقام عن مصاريفنا على التنمية الرياضية والعائد الرياضي ونتائجها المحققة في كل الرياضات والمعروف هنا ان تونس تكون عادة في المراتب الأولى في البطولات الافريقية في العديد من الرياضات فان العائد الرياضي بالنسبة للاستثمار الموجود، اعتقد انه عائد ممتاز جدا.
وبالنسبة للعائد الاجتماعي، فأريد القول انه في السنوات الأولى من السياسات الرياضية مررنا بثلاث مراحل تقريبا، كانت المرحلة الاولى بعد الاستقلال والتي كانت اكثر منه البحث عن العائد الاجتماعي وكان في اطار رؤية الزعيم بورقيبة على ان الرياضة رافد من روافد التنمية الاجتماعية وسلم يمكن ان نتكور به ونؤطر به الأشخاص وننهض بالبلاد وبذلك الاستثمار الذي تم هنا ترك تقاليد في قطاع الرياضة في تونس وقع خلالها استثمار سياسي للنتائج الرياضية سنوات التسعينات والالفين والتي وضعت أموالا في القطاع الرياضي فالأموال والمجهودات التي وضعت في القطاع الرياضي تركت تفرطه وهنا نتذكر العاب المتوسط في سنة 2001 والتي حققنا خلالها تقريبا 19 ميدالية ذهبية وتحصلنا على كاس افريقيا وعلى العديد من الألقاب والبطولات.