استضاف برنامج “L’Expert ” في حلقته السابعة عشر من الموسم الخامس الذي يبث على قناة ” تونسنا ” مجموعة من الخبراء والمستشارين والفاعلين الاقتصاديين للحديث عن تمويل الاستثمار والتجارة في افريقيا وفيما يلي نص الحديث:
السيد محمد صالح فراد: مستشار مالي
انخفض مؤشر التضخم كما توقعنا في الأسابيع الماضية تحت 6 بالمائة فقد كان في مستوى 5.9 بالمائة وهو مؤشر مهم والملاحظ هنا اننا بقينا في نسق تنازلي رغم وجود زيادات هامة في بعض الأسعار في بداية السنة ولكن مع ذلك نحن الان في نسق تنازلي الامر الذي جعل البنك المركزي يجتمع مؤخرا ويقرر ترك نسبة الفائدة المديرية على حالها وعندما نراجع البيان الصادر عن البنك المركزي نشعر بوجود نبرة تفاؤلية كبيرة جدا وقد جاء في البيان ان نسق النمو مرضي ويمكن ان يتحسن وتحدث البيان كذلك عن انخفاض مؤشر التضخم تحت نسبة 6 بالمائة وكذلك عن احتياطي العملة الصعبة لدينا والذي هو في مستوى 111 يوما وهنا يمكن القول انه مستوى مرضي ولكن نتمنى ان نواصل في هذا النسق.
وفي جانب أخر اريد الإشارة الى انه تم الزيادة في راس مال شركة اسمنت قرطاج المدرجة بالبورصة والتي عرفت مؤخرا عدة صعوبات ولكن اليوم يوجد رفع في راس مال هذه المؤسسة ويوجد هنا سعر الإصدار ب1200 مي ويجب هنا ان نقارنه بسعر التداول في البورصة وهنا يمكن القول انه في حدود سعر التداول وهنا لا يمكن ان يحدث تحكيم لأنه في العادة يكون سعر الإصدار اصغر اقل بقليل من السعر الموجود في البورصة حتى يشجع المساهمين ونحن كنا هنا في مستوى 20 بالمائة من القيمة الاسمية والتي تبلغ واحد دينار وبالتالي 20 بالمائة هي 1200 مي وبالنسبة للمؤسسة التي تأسست منذ سنة 2008 فتعتبر فرصة جيدة لكل انسان سيكون مستثمرا طويل المدى ويكفي هنا ان نعرف انه على مستوى الأرقام في سنة 2019 حسب الإدارة العامة انه هناك تحسن ملحوظ في أدائها ولذلك يمكن القول انه يمكن الاستثمار في هذه الشركة وأؤكد هنا ان الاستثمار سيكون طويل المدى.
وتجدر الإشارة هنا الى ان الزيادة في راس المال ستكون على مراحل، ففي مرحلة أولى سنعطي لكل المساهمين إمكانية الزيادة بالتناسب وهذه المرحلة انطلقت من يوم 17 جانفي وستتواصل الى نهاية شهر فيفري 2020 ومرحلة ثانية ستبدأ من 5 مارس الى 9 مارس 2020 وسنرى هل ان المساهمين القدماء ساهموا ام لا ثم المساهمين انفسهم سنعطيهم إمكانية الدخول فيها وهو هنا مؤشر يبيّن ان مجمع الكرامة لن يشارك حسب تصوري ثم اذا لم يشارك المساهمين في الفترة الثانية سيقع فتح الباب للعموم ويصبح أي مستثمر في البورصة يمكنه المشاركة في هذه العملية.
وسيكون في العموم راس مال هذه الشركة في حدود 400 مليون دينار لان BINA holding لديها أموال لدى شركة اسمنت قرطاج وهي ستقوم بتحويلها الى أسهم وبالتالي سيصبح لديها راس مال 400 مليون دينار.
وفي اطار الاستثمار والأعمال، اريد الإشارة الى القانون الصادر لتحسين مناخ الاعمال اليوم في تونس، اذ يمكننا القيام حسب القانون بصندوق استثماري بالعملة الأجنبية وتكون كل استثمارات هذا الصندوق خارج تونس ولا يستطيع وضع الا 10 بالمائة من استثماراته في تونس لذلك لابد من المبادرة والخروج من منطقة الرفاهية ولذلك يجب علينا ان نكبّر في امكانياتنا وفي مسالة التمويل التي تعتبر مهمة جدا لذلك يجب تغيير نموذج الاعمال والميزة التي نملكها اليوم تتمثل في الطاقات والخبرات فعند تبديل نموذج الاعمال وذهاب الأشخاص بخبرتهم على أساس الاستثمار تنجح أعمالهم وتلقى صدى كبيرا وواسع النطاق.
وهنا لابد من الإشارة الى انه على المؤسسات ان تعرف انها إذا بقيت في سوق واحد فإنها لن تستطيع الصمود كثيرا وإذا تخطت هذه السنة فلن تتمكن من ذلك السنة القادمة فإذا لم تكن هناك أسواق أخرى تستطيع ان تكون موجودة بها فإنها لن تستطيع المواصلة وهذا توجه عالمي ويسمى إمكانية التطوير في بلدان أخرى وهنا نحن امامنا سوق به مليار مواطن او مستهلك وكلهم سيطالبون بالتعلم وبالصحة وبالتكنولوجيا الحديثة.
وفي هذا الإطار تحدث محافظ البنك المركزي على عولمة البنوك وكنت أتمنى هنا ان يسال أحد من نواب مجلس الشعب عن هذا الامر ولكن لم يحدث ذلك فاليوم يجب ان يصبح لدينا هدف وطني يتمثل في خلق بنوك عالمية.
وللتوضيح هنا، أتساءل لماذا يتم تنظيم تظاهرة ” ازدهار افريقيا ” في تونس؟ والإجابة تتمثل في ان نموذج الاعمال في افريقيا لن يكون مثل نماذج الاعمال فقد انتهى امر إقامة طرقات طويلة وبناء جسور… بل أصبحت اليوم بالاقتصاد الجزئي لان افريقيا مكان شاسع جدا والأعمال بها صعبة والشركات الصغرى و المتوسطة بالمنظور التونسي يمكن ان تمثل الحل وعلينا هنا ان نستغل هذه الفتحة أولا وثانيا نحن تعودنا في اقتصادياتنا والمتعاملين الاقتصاديين ان يكون هناك تعلم في عملية التصنيع التي تحدث شيئا فشيئا والإفريقيين اليوم بحاجة الى تلك الخبرة.
واعتقد هنا انه على المتعاملين الاقتصاديين وخاصة الذين ذهبوا الى افريقيا ان يقدموا لنا ردود فعلهم على تجاربهم خاصة وانه لدينا خبراء يفهمون أكثر ونقوم باستراتيجيات ناجحة وطموحة للتوجه والدخول في هذه الأسواق.
وبالنسبة لموضوع ” ستارت آب ” فاليوم يمكننا القول انه في افريقيا الجنوبية يدرّسون التجربة التونسية ففي بلد كتونس بها 10 ملاين مواطن يوجد بها 600 “ستارت آب ” امر هام جدا من حيث الاحصائيات.
وإذا اخذنا هنا الميدان المادي الافريقي، فانه ليس الميدان المادي الكلاسيكي فكلها تمويل صغير وتطبيقات ودفع عبر الهاتف الجوال… ونحن لدينا العديد من المهندسين والخبراء وهم من يمكنهم اقتحام هذه الأسواق والقيام بالمنافسة فنحن كبلد لدينا قبول لدى افريقيا ولا يوجد لدينا مشاكل سياسية تمنعنا من الذهاب لإفريقيا وتاريخنا جيد ولامع هناك واسمنا اخذته القارة وبالتالي أتصور انه علينا بالمزيد من العمل في هذا المجال حتى نجد نموذج الاعمال الجيد حتى نتمكن من الذهاب لهذه البلدان.