طلبت المساعدة من سليم شيبوب فأعطاني دينارين اثنين فقط
– معهد باستور رفض تمكيني من نتيجة التحليل الـجيني رغم صدور إذن قضائي بذلك
أصبحت متشرّدا بلا مأوى ولا عمل وأعيش من صدقات المحسنين
زوجة شيبوب وباعتبارها ابنة بن علي عبرت عن استعدادها للخضوع للتحليل الجيني ومساعدتي على التأكّد من نسبي
ظهر الشاب مروان الخريجي مباشرة بعد سقوط نظام بن علي، أي منذ أوائل سنة 2011، حيث استضافته عديد القنوات التلفزية خاصة و أنه صرّح بمفاجأة من العيار الثقيل حيث أكّد مرارا وتكرارا أنّه ابن الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي وأنه جاء إلى هذا العالم نتيجة علاقة غير شرعية بين بن علي وإحدى الإعلاميات المعروفات، وقد مثّل آنذاك مادة إعلامية دسمة استغلتها الفضائيات قبل أن تتخلّى عنه نهائيّا بعد أن عرف القاصي والداني هذه الحكاية التي كان يبوح بها للكثير ممّن صادفوه قبل سقوط نظام بن علي فلم يصدّقه البعض بينما خاف البعض الآخر من الحديث في هذا الموضوع هروبا من تحمّل مسؤولية عواقبها وخيمة خصوصا في تلك الفترة بالذات.
من النعيم إلى الجحيم
وما يزال الشاب مروان الخريجي يصرّ على كونه ابن بن علي، وهو اصرار قلب حياته رأسا على عقب، إذ يقول إنّه تربّى لدى عائلة، وككل الناس عاش صغره بشكل طبيعي، إلى أن جاء اليوم الذي عرف فيه “الحقيقة” فلم يهدأ له بال منذ ذلك الوقت وأصرّ على الافصاح عن حكايته كلّفه ذلك ما كلّفه، فلم يَخَفْ من بن علي ولا من ديكتاتوريته ولا من نظامه ولا من المقرّبين منه ولا من أي كان، لكنّه لم يجد من يوصل صوته بمن في ذلك بعض الإعلاميين الذين خافوا من ردّة فعل النظام آنذاك، وأضاف أنّه استغلّ الثورة كي يروي للناس حكايته ومعاناته، مشيرا إلى أنّ جهات سعت إلى تحطيمه وإلى جعله مريضا نفسانيا ومريض أعصاب، حيث تمّ الزامه بتناول أدوية أعصاب ثم مضاعفة جرعاتها حتّى يفقد عقله فلا يصدّقه أحد بعد ذلك، وأضاف أنّ الحكومات المتعاقبة كانت وراء ذلك حسب قوله وأنها رفضت مدّ يد المساعدة له وعملت على تحطيمه بشتّى السب
.
تشرّد وجوع وخصاصة
ويضيف محدّثنا أنّ حياته تحوّلت تدريجيّا إلى جحيم لا يطاق حيث تمّ طرده من عمله وحصل الطلاق بينه وبين زوجته، كما أنّ العائلة التي ترعرع لديها أهملته وتبرّأت منه وأنّ بعض الجهات عملت على تجويعه من خلال حرصها على عدم تشغيله في أية مؤسسة وأنه بذلك أصبح متشرّدا، بلا مأوى ولا عمل ويعيش من صدقات المحسنين التي تأتي أحيانا وأحيانا لا تأتي وأنه عانى من الجوع والإفلاس المدقع من أجل اثبات نسبه واقتلاع دليل علمي وقانوني يؤكّد أنه ابن بن علي، كما أكّد مروان أن حكايته تسبّبت في تعرّضه إلى العنف حيث تمّ تشويه وجهه بواسطة آلة حادة بهدف اسكاته وإجباره على عدم العودة للحديث في هذا الموضوع.

مروان ومعهد باستور
ويؤكّد مروان أنّ معهد باستور رفض تمكينه من نتيجة التحليل الجيني رغم صدور إذن قضائي بذلك، وعبّر عن استغرابه من مثل هذه الممارسات التي ظنّ أنّها انتهت مع سقوط نظام بن علي، متّهما في الآن ذاته إدارة المعهد المذكور بالتواطؤ وبالحرص على طمس الحقيقة وأنّها قد تكون هناك جهة أو جهات طلبت ذلك، وتساءل في الآن ذاته عن مصلحة إدارة المعهد من عدم تمكينه من حقّه ومن عدم الاستجابة للإذن القضائي المشار إليه.
وحول أسباب رفض تسليمه نتيجة التحاليل، قال إن إدارة معهد باستور ادّعت أنها غير متأكّدة بصفة قطعية من النتيجة، وأضاف أنّه سيواصل سعيه للحصول عليها خصوصا أنّ زوجة شيبوب وباعتبارها ابنة بن علي عبرت عن استعدادها للخضوع للتحاليل الجينية” ومساعدته على التأكّد من نسبه مضيفا أنّها الوحيدة من عائلة الرّئيس السابق التي وقفت إلى جانبه وأنّها حريصة كل الحرص على التأكّد من كل ما قاله وما صرّح به

في لقائه بسليم شيبوب
وبسؤالنا إن كان قد اتّصل أم لم يتصل بصهر الرئيس السابق سليم شيبوب بعد عودته لتونس وبعد خروجه من السجن، ضحك وقال: “اتصلت بشيبوب وعرّفته بنفسي ورويت له حكايتي، وعندما طلبت منه المساعدة أدخل يده إلى جيبه وأعطاني دينارين اثنين فقط!”، وأضاف أنّه لن يطلب منه يد المساعدة مجدّدا باعتبار أنّ ما قام به اهانة كبرى وتجريح كبير، وعبّر لنا عن استغرابه من تصرّف سليم شيبوب ومن حقيقته.

وتتواصل المعاناة
ما يزال مروان الخريجي يعيش متشرّدا، لا مأوى له ولا عمل ولا أي شيء يذكر ومازال يعيش على الصدقات التي قد يمنّ بها المحسنون، ومازال يعيش على أمل اثبات نسبه وهو أمل قلب حياته رأسا على عقب ، إنّها لمن المفارقات أن تتحوّل حياة شاب من نعيم إلى جحيم وأن يفقد كل شيء لأجل شيء واحد قد لا يتحقّق في “مدينة بلا قلب” وفي عالم مليء بالضباع ولا يرحم… وتتواصل مأساة مروان الخريجي ويتواصل اصراره رغم وفاة بن علي.
عادل الهمامي