تجتاز البلاد فترة الطريق المسدود و تؤرخ الأحداث سلبيا و تغلبت الأحقاد الموروثة و الأهواء الانتقامية على الموقف الموضوعي و تحول كل شيء أسود في أسود و هكذا من خلال التزييف و الكذب و التقليل تمر العديد من القضايا المصيرية و السؤال هل أصبح المزورون و المشبوهون و المرتزقة و العملاء هم من تقدم لهم التحية و نعتبرهم خيرة من أنجبتهم البلاد ذلك أن اندلاع قضية قناة بابا الحنين فتحت شارعا في خفايا السياسة المسكوت عنها ألا وهي التدخلات في تجميد قضايا خطيرة و اليوم أصبحت تعرف بالسند مثلما صرح رئيس ”الهيكا” طبق القانون على قناة بابا الحنين و فشل في تطبيقه على قناة المحمية من طرف التنظيم بسبب قوة السند الذي يمنع القانون من أخذ الاتجاه الطبيعي … ومع الأسف هذا ما كانت تتداول الألسن على الهامش من أن كبار المحتكرين و المهربين و المرتزقة و المشبوهين لهم سند يبعد عنهم شبح تطبيق القانون إلى أن وصلوا إلى حد التغول و امتدت أيديهم إلى الخضر الورقية حين وصلت أسعارها إلى حد لا يطاق و لا يمكن أن يتصوره العقل السليم في بلد فلاحي و مستوى العيش فيه يقترب من المتوسط فلما اكتشف أهل الشر و المستكرشون ليونة السلطة و عدم اكتراثها بأنشطتهم الهدامة بالغوا في الاستغلال و استحوذ على الإنتاج سواء في المخازن أو في غرف التبريد الضخمة و أخذوا في تسريبها قطرة قطرة بل إن الزيت النباتي استحوذوا على الكمية بأكملها منذ شهر أكتوبر 2014 و اختفى تماما من عند الباعة و بدل أن تنقطع وزارة التجارة عن توريده لأنه لا يصل إلى مستحقيه من الطبقة الفقيرة و أخذت تعلن أن زادت في كمية الاستيراد لتلبية طلبيات المهربين و المحتكرين … و الطامة الكبرى أن الاحتكار في الميدان الفلاحي في أيدي موظفين كبار يقومون بشراء المحصول الفلاحي على أرضه أو على أشجاره و يدفعون للفلاح مبالغ زهيدة ليتعجب إثر ذلك عندما يرى إنتاجه يباع بثمن جد مرتفع و هؤلاء في أيديهم الإنتاج و هم المشرفون على الأسواق يتلاعبون بالقوانين حسب المصالح بل و يتحملون في تحركات أعوان المراقبة و ليس سرا إذا كان عددهم جد محدود و يشنون من حين لآخر الإضراب بل و الأدهى أنهم يطالبون بالراحة يومي السبت و الأحد و في العطل الرسمية مثل الموظفين و ذلك بتشجيع من كل الأطراف التي لها مصلحة في الاحتكار و في فوضى الأسعار و لا يكتفي أهل الكسب الحرام من التحكم في الأسواق الرسمية و يروجون كذلك سلعهم على الشاحنات و السيارات الكبير لتنصيب على حافة الطرقات كل هذا و السلطة تتفرج و تعلن شفاهيا و بلهجة حادة أنها ستضرب بقوة الفساد الذي تزداد شراسته مع الأيام … تم اعتصار الطبقة الوسطى التي انزلقت إلى درجة تحت خط الرحمة في وقت يتفاقم فيه تغول المحتكرين و المهربين و القانون جامد لا يتحرك لأن الخلل في من يتلاعب بالقوانين و بالتالي بالمصلحة العليا للشعب …